اشارت صحيفة "​فايننشال تايمز​" الى إن السعودية تواجه مصاعب في كيفية مواجهة ​إيران​ في ​لبنان​، ولفتت إلى أنه في الوقت الذي اتهمت فيه الرياض لبنان بإعلان الحرب عليها، وربما احتجزت رئيس الوزراء اللبناني ​سعد الحريري​ ضد إرادته، فإن المملكة لا تجد وسط التصريحات النارية، إلا نفوذا قليلا للتعامل مع الحزب الذي تدعمه إيران، ويسيطر على الحياة السياسية والعسكرية اللبنانية، ويعد من أقوى المليشيات في المنطقة.

ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن السعودية كان لها يوما تأثير سياسي واسع في لبنان، ومن الاستثمارات الكبيرة في مجال العقارات، ودعمها ل​كتلة المستقبل​، التي يقودها رئيس الوزراء سعد الحريري، الذي أدهش اللبنانيين بإعلان استقالته في الرياض بدلا من ​بيروت​، مستدركة بأن هذا التأثير تراجع بعدما ركزت الحكومة السعودية على ملفات أخرى في المنطقة، وتراجعت معه القوة الاقتصادية في بيروت. واوضحت إن "الضغط الذي تتعرض له السعودية من المجتمع الدولي هو بسبب اليد القوية التي تمارسها في لبنان، وستجد بالضرورة صعوبة في الضغط على الحكومة اللبنانية للحد من تأثير ​حزب الله​".

واشارت إلى أن "السعودية ربما تجد نفسها مجبرة على التراجع عن تهديداتها، أو اتخاذ إجراءات اقتصادية متشددة ضده، تماما كما فعلت مع الجارة قطر، التي تتهمها بالتقارب مع إيران، ودعم الإسلام السياسي، حيث قامت مع تحالف رباعي بفرض حصار جوي وبحري على ​الدوحة​، ومنعت خطوط الطيران والتجارة؛ في محاولة لخنق الجارة الخليجية ودفعها للاستسلام.

ونقلت "الفايننشال" عن الاقتصادي البارز في "بانك أودي" مروان بركات، قوله: "آمل أن تحصل تسوية بين الأطراف السياسية المختلفة، حتى لا تفعل للبنان ما فعلته مع قطر من ناحية المقاطعة الاقتصادية". وتعلق الصحيفة قائلة إن "أساليب قاسية كهذه من الصعب فرضها، حيث ترفض الحكومات الغربية السياسات التي تتخذها الرياض، ولا تريد الحكومات الغربية أن ترى فوضى في المنطقة التي مزقتها الحرب، وتخشى من تشدد أكثر ولاجئين". وينوه التقرير إلى أن ​الحكومة الفرنسية​ أعلنت يوم الأربعاء أنها قدمت دعوة للحريري لزيارة باريس وعائلته، في محاولة لتخفيف التوتر، وتسهيل عودته النهائية لبيروت.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي، قوله: "كنا واضحين في القول إن زعزعة استقرار لبنان أكثر ليس من مصلحة الجميع"، وأضاف: "أعتقد أن السعوديين اكتشفوا عدم قدرتهم على الضغط أكثر، وإلا أضروا بأنفسهم".

كما نقلت عن إميل هوكاييم من معهد الدراسات الاستراتيجية، فوله إن السعودية لن تستطيع الحصول على تنازلات من حزب الله، و"ربما اتفاق تكتيكي من الحزب ليخفف من لهجته الخطابية". وختمت "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول هوكايين: "لو أراد السعوديون التسبب بأضرار اقتصادية للبنان، فهم يستطيعون، لكنني لا أعرف كيف سيخدم هذا الأمر هدفهم".