أوضح وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، أنّ "​لبنان​ واجه الأزمة الحالية، من خلال الإدارة الحكيمة لاستيعاب ما حصل عبر رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، ومن خلال الوعي والمسؤولية الّتي تمتع معظم القادة السياسيين بهما، ومن خلال الوحدة الوطنية الّتي عبّر عنا ​الشعب اللبناني​، مع أنّه وقع تحت الصدمة، لكنّه لم يقم بردّة فعل غرائزية".

وأشار باسيل، في مؤتمر صحافي في ​موسكو​، إلى أنّه "تبيّن لنا أنّ اللبنانيين لم يقوموا بأيّ عمل أمني إضطرابي، أو ردّة فعل متخوّفة من الإقتصاد، ولا ردّة فعل قائمة على أي غرائز طائفية، بل اعتبروا أنّهم معنيين بالأزمة، كون رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ هو رئيس حكومة كلّ لبنان، وهذا العامل الّذي مكّننا من تجاوز الصدمة، إذا إنّ ما حدث مع الحريري أمر غير مسبوق".

ولفت إلى أنّ "في الجولة الخارجية الّتي قمنا بها، اخترنا ​أوروبا​ لأنّنا اعتبرنا أنّها الأقرب إلينا، ولديها الوزن وإمكانيّة التأثير الكبيرة، فكان جولتنا من بروكسل إلى باريس ولندن والفاتيكان، فبرلين وأنقرة وأنهيناها في موسكو، العاصمة اّلتي تقوم بمواجهة الإرهاب بكلفة عالية ونتائج جيّدة جدّاً".

وأكّد باسيل، أنّ "المطلوب هو عودة الحريري إلى لبنان من دون أي قيد أو تقييد لحريته، ليتّخذ القرار الّذي يراه مناسباً في بيروت، ويتعاطى معه اللبنانيّون على أساس الحرية النابعة عنه"، مبيّناً أنّ "المطلوب هو العمل لصيانة الإستقرار في لبنان، لأنّه يظهر لنا أنّ المطلوب هو المسّ بهذا الإٌستقرار، من خلال خلق بيئة فيها ما يكفي من التطرف، لخلق معادلة تقوم على مواجهة السلاح بالسلاح، لتصفية حسابات خارجية، ولنقل الصراع إلى مكان يدلّ على العجز في المواجهة المباشرة، ولمنع لبنان من النهوض الإقتصادي، وهذا أمر استراتيجي بالدرجة الأولى ل​إسرائيل​"، مركّزاً على أنّ "النتيجة من ذلك هي إبقاء لبنان في دوامة من الشلل والفراغ، دون تمكّنه من الإستنهاض وبدء قيام الدولة ومؤسّساتها".

وشدّد على أنّ "استقرار لبنان يحوذ على أولويّتنا القسوة، من خلال الوحدة الوطنية وصيانتها، حتّى لو اضطرّ الأمر البناييين لكي يعزلوا من يحاول داخليّاً، المسّ بهذه الوحدة"، مؤكّداً أنّه "يجب إستكمال عنصار القوة في لبنان، عبر المسار الإيجابي الّذي كان يهدف إلى استنهاض الدولة وإعطائها كلّ عناصر القوة الّتي تمكّنها من خدمة شعبنا. علينا أن نستمرّ في هذا المسار الّذي يطوّر لبنان ويعطيه القوة".

وركّز باسيل، على "أنّنا نريد رعاية دوية مهتمّة وليس فقط مهتمّة، وهذا ما شهدناه في جولتنا الأخيرة"، موضحاً انّه "إذا تمّت عودة الحريري إلى لبنان بشكل حرّ يسمح له باتخاذ القرار الّذي يريده، عندها نكون أقفلنا فصلاً مهمّاً من هذه الأزمة، استعاد فيها لبنان سيادته، وأصبح على العالم أن يعتاد على فكرة أنّه يتعاطى مع لبنان سيّد".