لطالما كان ​قضاء جزين​ محط إهتمام خاص لدى العونيين نظراً للثقل الإنتخابي الذي يملكه "​التيار الوطني الحر​" فيه حتى أن البعض يصفه "بقلعة" التيار التي طالما ما ترجم فيها انتصاراته في السنوات السابقة. يضم قضاء جزين ثلاثة مقاعد، اثنين للموارنة وواحد للكاثوليك، وشهد في الأشهر الماضية مزاحمة إنتخابية حامية بين كل من النائبين ​أمل أبو زيد​ و​زياد أسود​ ومستشار رئيس الجمهورية ​جان عزيز​ لتحسم استطلاعات الرأي المسألة التي أجراها التيار!

في ​الانتخابات البلدية​ إستجمع "التيار" كلّ قواه في المعركة نظراً لأهمية هذه المنطقة في أجندته فهي لا تقل أهمية أبداً عن أي إنتخابات في ​كسروان​ أو المتن أو أي من الأقضية الأخرى. وهنا تشير مصادر مطلعة الى أنه "في الأشهر الماضية بدأ يتكاثر الحديث في الأقبية الضيّقة عن أن أمل أبو زيد مرشح ثابت على لوائح التيار فيما هناك اتجاه لاستبدال أسود بعزيز على أن يترك الخيار في النهاية لقيادة الحزب التي تعتمد على الانتخابات الداخلية لاختيار المرشحين"، كاشفة أن "نتائج الانتخابات الاخيرة كانت حاسمة بحيث تبلغ كل من أمل أبو زيد وزياد أسود قبول ترشيحهما الى الانتخابات النيابية كمرشحين ثابتين وليس محتملين". "​النشرة​" حاولت الاتصال بالنائب زياد أسود ولم تلق جوابا أما النائب ابو زيد فأكد لـ"النشرة" أنه "تبلغ والنائب أسود رسمياً قبول ترشيحها للإنتخابات المقبلة"، معتبراً أن "من واجباتنا العمل من أجل جزين وبإسم "التيار" والمعركة الكبرى هي على الصوت التفضيلي والمنافسة ستكون ضمن اللائحة الواحدة".

"لا يمكن تحديد ما إذا كانت خفّت شعبية زياد أسود أو إرتفعت ولكن العوني "ثورجي" بطبيعته وهكذا هو اسود، وهذا ما يجمعه بأهالي جزين". هكذا تختصر مصادر مطلعة المشهد، لافتةً الى أن "الاخير استطاع أن يفرض نفسه على المعادلة لكونه منسقاً سابقاً لقضاء جزين عايش العونيين في الفترات الحلوة والمرّة وكان الصوت الصارخ بإسمهم منذ الاحتلال السوري ل​لبنان​ وما بعده"، مشيرةً الى أن "اختلاطه بالقاعدة العونيّة والمواقف الجريئة التي قد يكون أسود من القلائل الذين يخاطرون بإتخاذها جعل منه منافساً يصعب استبداله"، وتضيف: "كما يمثل أسود نبض الشارع العوني والموقف السياسي الصارم فإن أمل أبو زيد يمثّل البعد الخارجي نظراً للعلاقات الاستراتيجية التي تربطه بالخارج خصوصاً انه هو الذي شغل منصب مستشار رئيس "التيار الوطني الحر" ​جبران باسيل​ للشؤون الروسيّة والمعروف عن الرجل قوّة علاقاته بالدول الخارجية".

في المحصلة إجتاز "العونيون" في هذا ​القضاء​ قطوعات عدّة أولها كان بالانتكاسة التي مني بها هؤلاء بخسارة ​خليل حرفوش​ في الانتخابات البلدية الاخيرة بفارق بسيط ليعيده القبول بالطعن المقدم من "التيار" الى رئاسة البلدية، ولم يلبث هؤلاء أن نسوا الكأس المرّة التي تجرعوها حينها، لتأتيهم الإنتكاسة الثانية في إنتخابات رابطة مخاتير جزين، والتي بنتيجتها طارت هيئة القضاء برمتها بعد إنجاز المنسق السابق أسعد الهندي التوافق على جهاد يوسف متجاوزا الهيئة و​المخاتير​ المحسوبين على التيار. ولكن وبحسب المصادر فإن "كلّ هذه الأمور باتت من الماضي، فبعد استقالة الاعضاء السابقين تم تعيين هيئة جديدة منسقها طوني فرحات".

إذاً ظاهرياً، لا يمكن لمس حماوة المعركة "الجزّينية" منذ الان، ولكن بحسب الاحصاءات تبيّن أن الشارع العوني في جزين يرفض التخلّي عن نائبه زياد أسود، فهل ستحتكم القيادة الى رأي الشارع؟!.