بدأت الاستعدادات السياسية وكذلك الرسمية، وتحديداً ما بين ​القصر الجمهوري​ و​عين التينة​، في إعداد العدّة لمرحلة ما بعد عودة الحريري. وقالت مصادر مواكِبة لهذه الاستعدادات لصحيفة "الجمهورية" إنّ الأجواء السائدة على الخطوط السياسية والرئاسية، باتت مسلّمةً بأنّ فرضية عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته منعدمة، بل إنّ الأجندة التي سيعود بها متضمنة بنداً وحيداً وهو الإصرار على استقالته ولن يتراجع عنها على رغم أنه أوحى بذلك في مقابلته التلفزيونية.

وذكرت المصادر المذكورة على أنّ ما هو غير واضح أمام المستويات الرئاسية، ما إذا كان الحريري سيكتفي بالإصرار على استقالته فقط، ويترك نفسَه مرشّحاً لترؤسِ الحكومة المقبلة، أو أنه سيَقرن إصرارَه على الاستقالة بإعلانه أنه ليس مرشّحاً ل​رئاسة الحكومة​، وهذا معناه أنّ البلد أمام أزمة كبيرة من الصعب الخروج منها.

ورأت مصادر سياسية للجمهورية، انه ومِن هذا الباب، جاء إعلان رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ أنّ أزمة الحريري الشخصية انتهت، وأنّ الأزمة السياسية بدأت، وقالت مصادر سياسية «الأزمة مفتوحة، وثمّة مفتاح وحيد لها يتمثّل بعودة الرئيس الحريري عن استقالته، إلّا أنّ هذا الأمر مستبعَد مِن قبَل المستويات الرئاسية والسياسية، وحتى ولو بقيَ الحريري مرشّحاً لرئاسة الحكومة وتمّت تسميتُه من جديد لتأليف الحكومة الجديدة، وحتى ولو تمّ تكليف شخصية بديلة، فلن يتمكّن الرئيس المكلف، أياً يكن هذا الرئيس، من تأليف حكومة، في حال ظلَّ الجوّ السياسي على ما هو عليه الآن، أو في حال طرأت عليه ظروف جديدة فرَضت خطاباً أكثرَ حدةً وقصفاً سياسياً مباشراً مِن بعض المراجع في اتّجاه «حزب الله»، انسجاماً مع العناوين التي تضَمّنها بيان الاستقالة.

وفيما قالت مصادر وزارية للجمهورية، إنّ عدم عودة الحريري سريعاً قد تؤثّر على مشاركة لبنان في الاجتماع الوزاري العربي في ​الجامعة العربية​، وكذلك على حجم ومستوى هذه المشاركة، علمت "الجمهورية" أنّ هذا الأمر سيتمّ البتّ به مع عودة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ الذي اختتم جولته الخارجية المتعلقة بأزمة الاستقالة والملابسات التي رافقتها.

ورجّحت المصادر أن تكون مشاركةً فاعلة ولكنْ من دون أن تؤكّد أو تنفي مشاركة وزير الخارجية شخصياً. مع الإشارة إلى أنّ باسيل قال ردّاً على سؤال عن حضور لبنان في اجتماع وزراء الخارجية انه "نريد أن نرى الحريري في بيروت.وعلى هذا الأساس، تُبنى الكثير من الأمور"، وفي هذا السياق، أعلن مرجع كبير للجمهورية اته "ليس ما يَمنع أبداً مشاركة لبنان في الاجتماع، بل نذهب ونشارك ونقول موقفَنا بكلّ صراحة ووضوع حول كلّ المسائل التي ستُطرح".