رأت مصادر ​الرئاسة الفرنسية​ "​الإليزيه​" لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ "المبادرة الّتي قدّمها الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ بدعوة رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ للمجيء إلى ​فرنسا​، كان الغرض منها المساهمة في خفض التوتر وإيجاد مخارج للأزمة الّتي استجدّت مع استقالة الحريري"، معلنةً "إستعداد باريس بالتفاهم مع الأمين العام للأمم المتحدة ​أنطونيو غوتيريس​ ومع المسؤولين الأوروبيين والأميركيين، للدعوة إلى اجتماع لـ"مجموعة الدعم الدولية ل​لبنان​" والأرجح على مستوى وزراء الخارجية".

وأشارت المصادر الرسمية الفرنسية، إلى أنّ "لا قرار ولا تاريخ حتّى اليوم بخصوص هذا الاجتماع. وإذا حصل، فإنّ غرضه سيكون توفير الدعم السياسي للبنان والدفع باتجاه المحافظة على الإستقرار فيه وتوفير عمل وأداء المؤسسات"، مؤكّدةً أنّ "اهتمام فرنسا منذ البداية يتركّز على حماية الإستقرار في لبنان وتمكين المؤسسات اللبنانية من العمل بشكل طبيعي. ولذلك، فإنّ باريس مستمرّة في التواصل والتشاور مع كلّ الجهات المؤثّرة على الوضع اللبناني، من أجل توفير شبكة وقاية للبنان".

وركّزت على أنّ "ماكرون والدبلوماسية الفرنسية مستمرّان في التواصل والتحدّث إلى الجميع بما فيهم ​إيران​، لأجل هذا الغرض"، مبيّنةً أنّ "باريس ومعها واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية، قلقة من الوضع اللبناني، باعتبار أنّ رجوع الحريري إلى بيروت لا يحلّ المشكلة بل يطرحها ميدانياً"، معربةً عن رفضها في أن "تكون باريس راغبة في الحلول محل الجهات اللبنانية، أو أنّها تتدخّل في الشؤون اللبنانية".

وشدّدت المصادر على أنّ "المسؤولية تقع على كاهل المسؤولين والسياسيين اللبنانيين. لكن باريس تشدّد على الحاجة للمحافظة على التوازنات السياسية الداخلية في لبنان ووجود دولة قوية، يعود إليها وحدها تحمّل مسؤوليّات الأمن وحماية لبنان، ما يتناول عمليّاً سلاح "​حزب الله​"".

وفيما خص اتّصال ماكرون برئيس الجمهورية ​ميشال عون​ أمس، فأوضحت أنّه "تناول عمل المؤسسات اللبنانية بشكل طبيعي. وما تريده باريس هو أن تلعب دور المسهّل للحوار الّذي لا يمكن أن يكون مثمراً إلّا إذا تراجع التوتر"، منوّهةً إلى أنّ "باريس ستكثّف اتصالاتها وتسعى لعقد الإجتماع المشار إليه ل​مجموعة الدعم الدولية للبنان​. فضلاً عن ذلك، فإنّ باريس لا تمانع في أن تعيد طرح موضوع اجتماع "باريس 4" لدعم ​الإقتصاد اللبناني​، وهو ما كان تناوله ماكرون مع الحريري والرئيس عون عندما جاءا إلى فرنسا سابقاً".