كما فتح «تغييب» رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ لمدة 15 يوماً داخل «سجن كبير» في احد قصور ولي عهد السعودية محمد بن سلمان تحت انظار المخابرات الملكية، ستفتح عودته الى لبنان خلال ايام الابواب على «الخيارات الصعبة». هكذا يصف قيادي بارز في ​حزب الله​ ما جرى وسيجري في شهر تشرين الثاني الحار مناخياً وسياسياً وامنياً ودبلوماسياً واقليمياً وعربياً.

ويكاد يجزم القيادي ان الحريري ومنذ اللحظة الاولى لمغادرته لبنان وهو «اسير» الاعتقال السياسي للقيادة السعودية الجديدة فلم يحدث في التاريخ ان استدعي ضيف الى دولة اخرى وتم اعتقاله والتنكيل به كما حدث مع رئيس الحكومة ولم يحدث ان اجبر رئيس او رئيس حكومة او وزير او نائب او موظف على الاستقالة من قبل دولة اخرى وبضغط جسدي ومعنوي ونفسي ولو كان يحمل جنسية ثانية من هذا البلد. لذلك يعتقد القيادي ان منذ اللحظة الاولى للاستقالة ان هناك سيناريو محضر من خلال اجبار الحريري على الاستقالة واعتقاله مع عائلته ووضعه قيد الاقامة الجبرية وبحراسة من المخابرات السعودية لتكون شرارة تفجير الاوضاع اللبنانية واحداث فتنة سنية - شيعية او اقله «كركبة» الامور لبنانياً لارباك العهد ورئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وتنكيد السنة الثانية من عهده في بدايتها وإشغال حزب الله في «زواريب» داخلية حكومية وغير حكومية. ويعتبر القيادي ان السيناريو الذي افشل بعض حلقاته ثبات الرئيسين عون ونبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووعيهم وحكمتهم مع وعي المرجعيات السنية والاسلامية والمسيحية وسرع من عملية اطلاق سراح الحريري مع عائلته بوساطة فرنسية، بقي مرتبطاً بسلة شروط حملها الحريري معه الى ​فرنسا​ للتأكيد عليها مع فرنسا ومن ثم سيأتي فيها الى لبنان لطرحها في بازار البحث السياسي من بعبدا الى عين التينة فحارة حريك مباشرة او بالواسطة. فالحريري وفق القيادي لن يعود عن الاستقالة لانها مفروضة عليه والسعودي اجبره عليها لا لكي يعود عليها بل ليستفيد من تداعياتها قدر الامكان لذلك يجزم انها ستكون نهائية وتمسك الحريري بالاستقالة ستدفع الى استشارات نيابية وسيعاد تكليف الحريري بإجماع من مختلف القوى السياسية حتى ان حزب الله لا يمانع هذه المرة تسميته لابقاء الامور مستقرة لبنانيا ولاجهاض اي مخطط فتنوي.

ويرى القيادي ان ربط عودة الحريري عن استقالته بجملة شروط ومطالب غير واقعية من شأنه ان ينطبق مع المثل القائل احرجه فاخرجه. فحزب الله يعتبر ان فكرة النأي بالنفس التي ابتدعت لتبرير التواطؤ ضد المقاومة و​سوريا​ وتغطية التكفيريين او ما يسمى المعارضة المعتدلة اثبت ليست صالحة اليوم في ظل استمرار الهجمة التكفيرية والصهيونية ولااميركية على لبنان وسوريا والمقاومة وكل دول محور المقاومة فلا يمكننا الاختباء في الرمل واخفاء ايدينا باصابعنا. اما القول ان حزب الله وايران سيزعزان المنطقة وامن السعودية ويضربون الصواريخ كلها عبارات واتهامات باطلة وغير صالحة لاي مكان وزمان.

ويلفت القيادي الى «إطلاق سراح « الحريري المشروط مرتبط بخروج الحريري من هذه الحكومة والدخول الى حكومة جديدة تريدها السعودية بلا حزب الله وتريد ان تجعله خارج السلطة وبلا تغطية حكومية مع تغطية عون الرئاسية وتياره المسيحي السياسي والشعبي. فمهما كان لون وشكل الحكومة او تسميتها كفاءات اوتكنوقراط او غير حزبيين ومن دون مشاركة حزب الله لن تبصر النور ولن يقبل بها عون وبري ونصرالله وكل ​8 آذار​ كما ان الفريق نفسه يرفض اي حكومة من لون واحد ويصر على تكليف الحريري لتأليف الحكومة الجديدة للتأكيد على دعمه في وجه الاقصاء والالغاء السعودي للحريري وكمقدمة لانهاء دوره السياسي. وفي حين يشدد القيادي على ان السعودية خسرت بـ«كسر» الحريري و«تقزيمه» سياسياً، انهت زعامته السنية واضعفت حضوره بين جمهوره وطائفته واحدثت شرخا بين السنة انفسهم وخلقت تيارات واشخاص معادية له حتى من داخل بيت المستقبل والبيت السني المناهض للحريري وتياره السياسي. الامر الذي يدفع القيادي الى القول ان التفتيش عن بديل سني للحريري ليس مستحيلاً لكنه صعب تسمية غيره لتأليف الحكومة الجديدة من دون توافق وطني عام ورضى سعودية واقليمي وايراني كما ان اعادة الحريري تأليف حكومة جديدة وفيها كل الاطياف بما فيهم حزب الله امر في غاية الصعوبة كما يبدو من التصعيد السعودي المتفاقم ضد لبنان.