أكدت مصادر سنية قريبة من ​تيار المستقبل​، في حديث إلى "الديار" أنه على الرغم من انتهاء عملية الحجز المباشر لحرية رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​، إلا أنه وفق كل المعطيات والمؤشرات الدقيقة الواردة عبر أكثر من قناة موثوق بها من السعودية، فإن محنة الحريري ومن ورائه لبنان مع القيادة السعودية الشابة مستمرة حتى اشعار آخر، سيما أن المعلومات الواردة من الرياض تؤكد للحلفاء والمقربين أن اطلاق سراح الحريري اتى مشروطا سعوديا بعدة خطوات أبرزها وعلى رأسها التزامه الواضح في السير قدما ودون أي تلكوء أو مناورات في نسف التسوية المحلية التي أنتجت منذ سنة ولغاية اليوم إنهاء حالة الفراغ الرئاسي بانتخاب الرئيس ​ميشال عون​ رئيسا للجمهورية، و تشكيل الحكومة الحالية برئاسته بصفته أكبر زعيم سني ممثل للاعتدال في لبنان، باعتبار أن القيادة السعودية ترى أن هذه التسوية هي شر الشرور كونها أمنت الغطاء السياسي ل​حزب الله​.

وشددت المصادر على ان "الحريري عائد إلى لبنان مع رسالة سعودية تقول: إن تشكيل الحكومة المقبلة مشروط بالتزام ​سياسة النأي بالنفس​ والحياد، وكف حزب الله تدخله في ​سوريا​ و​العراق​ و​اليمن​ وسائر الميادين العربية"، مؤكدة ان "الحريري لن يتراجع عن استقالته، بل سيقَّدِم للرئيس ميشال عون هذه الاستقالة خطيا وفق الأصول الدستورية ثم سيشرح له أسباب هذه الاستقالة وشروط الدخول في تسوية جديدة، وبطبيعة الحال هذه الشروط التي يحملها ولو كان في داخل نفسه غير مقتنع بها كونها تجافي الواقع السياسي في لبنان، هي شروط القيادة السعودية التي احتجزته وفرضت عليه اعلان الاستقالة من الرياض بعد أن وضعته تحت الإقامة الجبرية بإشراف ورقابة المخابرات السعودية ، وبالتالي فإنه من سابع المستحيلات تحقيقها نظرا إلى ظروف البلد وتوازناته من جهة، ومن جهة أخرى نظرا أيضا للواقع الإقليمي الذي تعيشه المنطقة وتوازناتها التي لا يصح معها الـسير قدما في لبنان بمثل هذه الشروط التعجيزية".