انعكست الأزمة السياسية، نتيجة استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وما رافقها من تطورات سياسية متسارعة، على مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد بشكل عام، وعلى "همّة" ​الماكينات الانتخابية​ بشكل خاص، التي تراجعت نوعاً ما عما كانت عليه بعد الاعلان عن موعد الانتخابات في شهر أيار المقبل من العام 2018.

في الجنوب و​النبطية​، رغم تراجعها بحكم الأزمة السياسية، لا تزال الماكينات الإنتخابية مستمرّة في عملها على مستوى مراجعة القوائم الانتخابية وتصحيحها، ومن خلال الخطاب السياسي الموحد بين "​حزب الله​" و"​حركة أمل​"، لناحية التأكيد على ضرورة إجراء هذا الإستحقاق في موعده المحدد.

تأكيد المؤكد بين الجانبين، عكسته الآراء السياسية لنواب الحركة والحزب في المناسبات العامة والخاصة، وهو ما شدّد عليه رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​، في لقاء الاربعاء النيابي، الأمر الذي اشاع ارتياحا في صفوف القواعد والمناصرين الذين يعتبرون أن المعركة الانتخابية هذه المرة لها طعم خاص، وهي التأكيد على خيار المقاومة، وكان بري أول من أطلق ماكينته الانتخابية في الجنوب، خلال عطلة الأضحى، حيث كرّر حينها أن تأجيل الانتخابات يعني أن البلد "طار"، وأوكل المهام، بحسب مصادر الحركة لـ"النشرة"، للنائب ​هاني قبيسي​ في النبطية، لوزير المال ​علي حسن خليل​ في مرجعيون-حاصبيا، للنائب ​أيوب حميد​ في بنت جبيل، لعضو هيئة الرئاسة في الحركة ​خليل حمدان​ في الزهراني، لمدير عام الريجي ​ناصيف سقلاوي​ في صور، لمدير عام ​مجلس الجنوب​ هاشم حيدر في قضاء جزين-صيدا، لرئيس مجلس الجنوب ​قبلان قبلان​ في البقاع الغربي.

وأكدت مصادر الحركة والحزب في الجنوب، لـ"النشرة"، أن ماكيناتهما الانتخابية مستمرة في عملها، وهي تلتقي عندما يتطلب الأمر لقاء على مستوى القيادتين، وأحياناً على مستوى المناطق أو البلدات، وهناك تنسيق تام وعال وتحالف حول اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مشيرة إلى أن التحضيرات لها تجري على قدم وساق بروحية عالية، وإلى أن المعنيين منهما في البلدات يراجعون مع المخاتير القوائم الانتخابية ويعملون على دراستها وتنقيتها من الشوائب والأخطاء المطبعية وأسماء المتوفين، بالإضافة إلى رفع الأسماء غير الواردة إلى دوائر النفوس في المحافظات والأقضية للعمل على تصحيحها.

وأوضحت المصادر أن الجانبين كانا وجها دعوات عبر مندوبيهما إلى المغتربين لتسجيل اسمائهم في القوائم الانتخابية، وذلك قبل انتهاء المهلة المحددة في 20 من الجاري، بما يمكنهم من المشاركة في الاستحقاق النيابي، والمساهمة في تعزيز حضورهم على مستوى الدولة والمجتمع، كجزء أساسي لا يتجزأ من النسيج الوطني ال​لبنان​ي.

ولفتت المصادر إلى أن الدعوات، للمقيمين والمغتربين، للمشاركة في الانتخابات المقبلة، هدفها انتاج برلمان يساهم في التغيير وبناء العدالة القادرة على مواجهة إسرائيل، وعلى مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان.