نقلت صحيفة "الجمهورية" عن قريبين من دوائر صنع القرار في السعودية، إشارتهم إلى أنّ "السعودية الّتي خيّرت رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ بين الإستقالة أو الإستمرار في الحكومة مع ما يمكن أن يعنيه ذلك من مخاطر، قامت بخطوتها لحماية الحريري ولاستعادته، قبل وصول المواجهة مع ​إيران​ الى مستويات سيصبح بعدها الحريري في فوهة المدفع، وهذا ما لم تكن السعودية تريده له".

وأشاروا إلى أنّ "الحريري أجرى خلال أسبوعي إقامته في الرياض، نقاشات طويلة مع مسؤولين سعوديين سياسيين وأمنيين، ووضعت أمامه ملفات وحقائق تتّصل بالوضع اللبناني، وبالمواجهة المقبلة مع إيران، كذلك وضعه السعوديون في حقائق تتّصل بفريق عمله وبارتباطات محدّدة طالما حذّروا منها، وطالما طالبوه بحسمها ولم يفعل".

وكشف هؤلاء القريبون أنّ "لدى القيادة السعودية ملفات مفصّلة عن القضايا الّتي طرحت وعن الأشخاص وأدوارهم، وعن الصِلات الّتي تربطهم ب​قوى 8 آذار​، وعن خلفية دعمهم غير المشروط للتسوية وتشجيعهم على السير فيها إلى النهاية، على رغم الإعتراض السعودي خلال السنة الفائتة، والتنبيه من مغبّة الإستمرار في السكوت عن "​حزب الله​" وعن حليفه رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ووزير الخارجية ​جبران باسيل​ تحديداً، الّذي تعتبر السعودية انّه لم يتأخّر في كلّ المحطات المفصليّة عن تلبية ما يطلبه "حزب الله"، بدءاً من الموقف من إحراق السفارة السعودية في طهران، وصولاً الى اللقاء الّذي أجراه في نيويورك مع وزير الخارجية السوري ​وليد المعلم​".

وأوضحوا أنّ "السعودية طلبت من الحريري أكثر من مرّة طوال الأشهر الفائتة، أن يعلن موقفاً داخل الحكومة يُصحّح فيه الخلل الكبير لكنّه امتنع لاعتقاده بأنّه لا يريد أن يهزّ استقرار التسوية، وقد أدّى صمته عن تجاوزات "حزب الله" وحلفائه إلى اضطرار السعودية للقيام بالعمل على طريقتها"، مبيّنةً أنّ "في هذا السياق، بدأ وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ​ثامر السبهان​ تصعيداً مدروساً، عبر مواقف متلاحقة، لم تكن لتُطلق لو تولّى الحريري مهمّة التصدّي للحزب وحلفائه، الّذين بدوا وكأنّهم تجاوزوا كلّ الخطوط الحمر".

وركّز القريبون على أنّ "مهمة حماية الحريري السعودية، ستسير على خطين: الأوّل، حمايته من مسار هندسه قريبون منه يهدف إلى السير في التسوية مع الرئيس عون و"حزب الله" إلى النهاية، مُتجاهلين عمداً المواجهة السعودية - الايرانية، على طريقة النأي بالنفس أو على طريقة ما بدأ بعضهم يقول في مجالسه إنّه لا تعنينا ما تريد السعودية، وانّ فك الإرتباط معها بات ضرورياً، لأنّنا نحن من سيدفع ثمن هذه المواجهة وليس هي".

ونوّهوا إلى أنّ "الخطّ الثاني، هو حمايته من مسار تصعيدي على مستوى المواجهة مع ايران وأذرعها في المنطقة، وأبرزها "حزب الله". هذه المواجهة الّتي عبّرت عن نفسها بالحشد العربي الّذي تبنّى قرار وزراء الخارجية العرب، باعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية"، مؤكّدين أنّ "الحريري يتّجه فور لقائه الرئيس عون إلى تأكيد استقالته، على أن ينتقل بعد ذلك إلى درس خياراته، وفقاً للمرحلة الجديدة الّتي لم تعد تسمح بالتعايش مع "حزب الله" في حكومة واحدة، ولا بتأليف حكومة تعطي الغطاء الرسمي للحزب".