"أنا هو الراعي الصالح (يوحنا ١٠) الراعي هو الذي يعرف خرافه، خروف خروف وحمل حمل، وخرافه تعرفه، وهو الذي يسهر على خرافه ويحميهم من الذئاب الخاطفة وكلّ الحيوانات المفترسة، وهو الذي الذي تطيعه الخراف لأنّها تثق به ولمست محبّته، وتعرف أنّه يريد خلاصها، وهو الذي بوجوده تشعر الخراف بالطمأنينة والسلام والأمان، وهو القائد والحامي والأب والحنون والمحب والمربّي، وهو الذي يبذل نفسه من أجلهم، وهو الذي يسعى لإعادة الخروف الضال ولا يستريح حتى يردّه إلى القطيع (مت ١٨: ١٢-١٤؛ لو ١٥: ٣-٧).

وهو إن غاب وهرب تشتت الغنم (زكريا٧:١٣) كلّ هذه الصور وأخرى كثيرة غيرها تجسّدت بالرّبّ ​يسوع المسيح​ ليكون قدوةً لكل راعٍ في الكنيسة.

منذ القدم، تطلّع الشعب وعلى رأسهم الأنبياء إلى الله على أنّه الراعي، وقد تجلّى هذا التطلّع بآية في غاية الروعة لإشعياء النبي: ”كراع يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات“ (إش١١:٤٠) ولقب الراعي أتى ملاصق للذبيحة، إذ يقول زكريا النبي:”استيقظ يا سيف على راعي، وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود“

السيف يشير إلى الراعي المذبوح (إش٥٣)، وكلمة رفقتي التي تشتق منها كلمة رفيق تعني الشركة الكاملة والمساواة. فالابن هو واحد مع الآب في الجوهر. وقد طبّق الرّبّ يسوع هذه الآية على نفسه قبيل صلبه إذ قال: ”كلّكم تشكّون في هذه الليلة لأنّه مكتوب: إنّي أضرب الراعي فتتبدّد خراف الرعية“(مت٣١:٢٦).

لكنّه أكملها بالقيامة: ”ولكن بعد قيامي أسبقكم الى الجليل“، لانكم كنتم كخراف ضالة، لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم واسقفها. (ابط٢٥:٢). ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى. (ابط٤:٥)، طبعا هو رئيس الرعاة العظيم ومعطي المجد لأنّه”هو“ أي يهوه كما قال "أنا هو الراعي الصالح“ (يوحنا١١:١٠)

* الأب أثناسيوس شهوان (المركز الأرثوذكسي الأنطاكي للإعلام)