لفت رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، في تصريح له من ​عين التينة​ بعد لقائه رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، الى "أننا تكلمنا في موضوع التشاور الذي سنقوم به أكان أنا أم هو حول موضوع النأي بالنفس والمبدأ الأساسي له أن نجنب لبنان أية مصاعب"، مشيرا الى أنه "اليوم عندما التقيت رئي سالجمهورية ​ميشال عون​ شرحت له ما هي الأسباب والخلفية لما حصل، وما يهمني أن نتطلع الى مصلحة لبنان ومصلحة لبنان فقط. نحن في منطقة مشتعلة ويمكن أن هناك أمور يجب أن نبتعد عنها وأنا أتكلم عن كل الأفرقاء السياسيين وليس عن فريق سياسي وحده يعني ان النأي بالنفس يجب أن يكون على الجميع وليس على فريق واحد، وهذا الأمر يحصن علاقاتنا مع أشقائنا العرب ويضع لبنان في الموقع الذي يستطيع أن يكون عنده حوار واضح مع الجميع وخاصةَ في الخلافات الإقليمية لا سيما أننا بلد صغير ولا دخل لنا بكل هذه الخلافات وبالتالي نجنب لبنان مشاكل أكبر بكثير من حجمه".

وأكد الحريري أن "بري أبدى إيجابية كبيرة كعادته وإنشالله سنعمل جميعاً على هذا الأساس، واليوم استمهلني الرئيس في ما يخص الإستقالة وأنا أريد أن أنظر الى الشيء الإيجابي وعلينا أن نعرف أننا لا نعيش لوحدنا في هذه المنطقة. لذلك أتمنى على الجميع عندما نتناول هذا الموضوع أن نتناوله بالشق الإيجابي وليس على أساس فريق يربح على فريق آخر، وفريقي السياسي أيضاً عليه أن يقوم بالنأي بالنفس الفعلي أكان إعلامياً أو عملياً وفي كل الأمور وعلينا أن ننأى بنفسنا لمصلحة البلد لأنه في النهاية لبنان هو الأساس. نحن مجموعة من السياسيين اللبنانيين نعمل لمصلحة لبنان فيجب علينا أن نضع هذا الأمر كأساس بالنسبة لنا".

وردا على سؤال حول أنه عندنا استقال من المملكة العربية السعودية هناك من قال أنها جاءت تحت الضغط، واليوم أنت تريثت بالإستقالة فهل تم التنسيق في ذلك مع المسؤولين في السعودية؟ قال: "أنا تريثت لأن الرئيس طلب مني ذلك، وتريثت لأنني وجدت من الأفرقاء السياسيين أن هناك أيضاً إيجابية بالحوار وبالتشاور بأن يكون هناك مواقف إيجابية. وما يهمني بالنسبة لي أن النأي بالنفس ليس كلمة بل هو فعل وعمل لنجنب لبنان أية مشاكل، لذلك لأن الرئيس، الذي أشكره على العاطفة التي أبداها بالنسبة لي، طلب مني هذا الشيء فأقل شيء أستطيع أن أقوم به هو أن أتجاوب مع دعوة الرئيس".

وحول ماذا اذا يمكن لبري أن يتوسط مع حزب الله في هذا الأمر؟، قال الحريري: "لا شك أن في تاريخ علاقتي مع دولة الرئيس كانت دائماً العلاقة إيجابية وبناءة، قد نكون قد اختلفنا أحياناً في أمكنة معينة ولكن حتى الخلافات التي حصلت بيننا لم تذهب الى خلافات جذرية، نختلف ولكن نتفق في النهاية علي مصلحة البلد للجميع"، مشددا على أنه يريد أن يركز "على المشاورات وهناك بريد كبير لدي تراكم خلال هذه الفترة ومن صباح الغد سأبدأ بتوقيعه".

واذا ما ستكون هل في السراي، أجاب: "ليس مهماً في السراي أم في منزلي"، وعن ما اذا هناك مهلة زمنية لفترة التريث؟ قال: "أعطيت الرئيس الحرية بأن يتحرك هو وكذلك بري وأنا، نحن الثلاثة سنرى مع الأفرقاء السياسيين الآخرين كيف نصل الى مكان معين. وبرأيي أننا قادرون أن نصل وبرأيي ان الأشقاء العرب يفهمون موقفنا ويعرفون ماذا نحاول أن نفعل أكان بالأمس مع فخامة الرئيس السيسي أو حتى في المملكة العربية السعودية واليوم أيضاً دولة الإمارات العربية المتحدة كان إيجابياً في ما خص النأي بالنفس. هناك اتجاه لدعم طريقة العمل التي نقوم بها. وأيضاً الرئيس الفرنسي الذي يتابع هذا الموضوع بشكل أساسي لإستقرار لبنان، لافتا الى "أننا الآن في مرحلة تشاور ومرحلة جس النبض وبرأيي أن هناك إيجابيات كانت كبيرة جداً في الحكومة ونحن نريد أن "نكبّرها شوي". يعني أصبحنا في مكان حساس يجب علينا أن نحل هذا الموضوع بشكل إيجابي".