نظّم المعهد السويدي- ​الإسكندرية​ مؤتمراً دولياً بعنوان "نظرات في دور الدين في الدبلوماسية والسياسة الخارجية والعلاقات الدولية" في ​مدينة جبيل​ من 17 إلى 19 تشرين الثاني 2017.

ولفت مدير المعهد السويدي بيتر ويديرود، الى أنه "المؤتمر الأول الذي نعقده في ​لبنان​، وقد اخترنا مدينة جبيل بالذات لأنها حاضرة عريقة وقد عُرفت عبر تاريخها بتنوّعها الثقافي والديني"، مشيرا الى أن "أبرز أهداف معهدنا التنشئة على ثقافة الحوار وتعميمها في منطقة ​الشرق الأوسط​، وجمع أفراد من مختلف الأطياف والتلاوين في هذا السبيل والمساهمة في العمل على حلّ النزاعات بالوسائل السلمية".

بدوره، أوضح مدير أبحاث في ​المعهد العالي​ للدكتوراه في ​الجامعة اليسوعية​ البروفسور لويس صليبا أن "المؤتمر يأتي إثر دعوة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في كلمته في ​الأمم المتحدة​ لأن يكون لبنان وطناً لحوار الأديان، ووسط مساعٍ حثيثة لجعل جبيل مدينة الحوار المسيحي-الإسلامي"، متمنيا أن "تنعكس أجواء السلام والأمان والمحبة التي سادت في جبيل عبر تاريخها على جوّ مؤتمرنا هذا، فتكون حواراته مثمرة وبنّاءة".

وفي الجلسة الثانية عرض الوفد التونسي للتجربة التونسية بعد "ثورة الياسمين"، بدوره عرض الوفد اللبناني في ندوة خاصّة التجربة اللبنانية. وأكد الأستاذ ​أنطوان قسطنطين​ في مداخلته أن "​الدولة اللبنانية​ هي الوحيدة المحايدة دينيّاً بين ​الدول العربية​. وهي في ​الدستور​ تحمل سمات ​المجتمع المدني​. وحرّية المعتقد محمية بالدستور، ولكنها منتقَصة في الواقع القانوني. وهذا اللبنان هو نتاج تراكم اختبارات صعبة في حياة لا تخلو من نزاعات دموية".

ورأى أنه "في لبنان شراكة قد تنقصها العدالة، ولكنها شراكة تتلمّس طريقها إلى نظام يحفظ وحدة الدولة، داعيا إلى "التربية على رفض العنف، وعلى قبول الآخر وحقّه في الاختلاف. وإلى تعميم قيَم الأديان كحلّ لصراعات أبناء الأديان".

وفي ندوة رابعة عرض الوفد القبرصي لمساعي حلّ القضية القبرصية. واتفق مفتي عام قبرص ومطران الأرمن فيها على أن هذه المساعي قد سارت شوطاً بعيداً، وقد تأتي بنتائج مثمرة قريباً.

وفي ندوة خامسة عرضت الدكتورة ماري دومولين للتجربة ​العلمانية​ الفرنسية، وأوضاع المسلمين في ​فرنسا​. كما عرض السفير لويدجي ناربون التجربة الإيطالية في التعدّدية الدينية.