أكّدت صحيفة "الخليج" الإماراتية، على أنّه "ليس أسهل عليك من صنع كذبة كبيرة تشغل العالم بها حتّى تغطّي على كلّ الحماقات والكوارث الّتي ترتكبها، وهذا هو تحديداً ما فعله "​حزب الله​" الإرهابي مؤخّراً في كذبة تشرين الثاني الشهيرة، مدّعياً أنّ السعودية فرضت الإقامة الجبرية على رئيس الوزراء ال​لبنان​ي ​سعد الحريري​"، مشيرةً إلى أنّ "الحزب الخائف المرتبك يحاول تشتيت الأنظار عن خطاياه وسمومه ودسائسه في السعودية والمنطقة كلّها، خاصّة بعد مشاركته في تمكين ​الحوثيين​ من إطلاق صاروخ ​إيران​ي الصنع ليصل إلى الرياض".

ولفتت الصحيفة في مقال، إلى أنّ "عموماً، الحريري غادر السعودية وصال وجال في عواصم عربية وغربية وأدلى بتصريحات لوسائل الإعلام وغرّد عبر حسابه الشخصي في "تويتر"، وأعلن مراراً وتكراراً أنّه حرّ طليق على عكس ما يدّعيه "حزب الله" الإرهابي وبعض القادة اللبنانيين والغربيين، فضلاً عن قناة "الجزيرة" القطرية الّتي رقصت وتمايلت وتغنّت وتفاعلت مع هذه الكذبة"، مبيّنةً أنّ "ها هو الحريري يزور أبوظبي وباريس والقاهرة وأخيراً العاصمة القبرصية نيقوسيا، قبل أن يحطّ رحاله في بيروت كما وعد وشارك في احتفالات ذكرى الإستقلال أمس".

وركّزت على أنّ "وَيَا للغرابة، يظلّ هناك إصرار من البعض أنّ الحريري رهن الإقامة الجبرية في السعودية بعد كلّ هذه الزيارات واللقاءات والتصريحات"، مشدّدةً على "لنترك إذاً هذه الفقاعات والأكاذيب الّتي تتقنها وتثيرها إيران من آن لآخر بواسطة أذرعها وخاصّة ذراعها الكبرى "حزب الله"، ونهتمّ بعمل عربي مشترك هزم كلّ هذه الشائعات المغرضة بقرار جريء ل​جامعة الدول العربية​ يعتبر "حزب الله" منظمة إرهابية، تسعى لتأجيج الفتن والنعرات الطائفية في المنطقة العربية بإيعاز من إيران، الّتي تسعى لإشعال المنطقة كلّها بالتوترات والحروب ليسهل عليها فرض هيمنتها وسيطرتها".

وأوضحت الصحيفة أنّ "رغم أنّ هذا القرار يعدّ خطوة غير مسبوقة في مسيرة العمل العربي المشترك ومنح القوة للجسد العربي الّذي وهن كثيراً في الفترة الأخيرة من شدّة المؤثّرات الّتي نالت منه، إلاّ أنّ هذا القرار رغم حزمه وعزمه وقوّته فيما يتعلّق بنشاطات إيران في المنطقة ليس بالغريب، خاصّة أنّ بعض الدول تصنّف إيران بالدولة الأولى الراعية للإرهاب نتيجة لممارساتها العدوانية في أماكن كثيرة".

وأشارت إلى أنّ "مع كلّ ذلك، ما زال هناك من يمهّد لطهران الطريق في المنطقة بتغافل تام وغريب عن ممارساتها العدائية في ​العالم العربي​، ولا مبرّر طبعاً لكلّ ذلك، إلاّ نتيجة المصالح المشتركة معها ومن يمهّد لها السبيل ويدعمها ولو بطريقة غير مباشرة"، منوّهةً إلى أنّ "الّذي لا يدرك حقيقة أطماع إيران في المنطقة عليه أن يقرأ التاريخ القديم والحديث جيّداً، رغم أنّ أي متتبّع لما يحدث من تجاوزات استراتيجية وصراعات في المنطقة لا يحتاج للمزيد من التاريخ ليدرك الدور الإيراني الخطير في إثارة الفتن والنعرات والمخاطر".

وشدّدت الصحيفة على أنّ "بعد كلّ هذا الدور الإيراني وتورّط "حزب الله" في كلّ الأحداث المترامية هنا وهناك، لا يريد البعض للسعودية اتخاذ حقّها فيما تراه مناسباً للحفاظ على أمنها واستقلالها وأمن الجوار والأمن العربي في العموم"، مبيّنةً أنّ ""حزب الله" هو الحزب الوحيد الّذي يشكّل دولة قائمة بذاتها داخل ​الدولة اللبنانية​ بمليشياتها في مقابل جيش الدولة، رغم أنّ الوضع الطبيعي للسلاح أن يكون في الدولة وليس في يد جماعات ذات طابع ديني طائفي من جهة وموالية لدولة مصنّفة بالإرهابية من جهة أخرى، وحينما تسعى السعودية لمحاولة التفاهم بكلّ جدّية مع لبنان الدولة والحكومة بشأن تمادي "حزب الله" في تدخّلات فعليّة منذ فترة طويلة في ​اليمن​ و​البحرين​ من جهة ثانية وإثارة النعرات الطائفية فيها"، مبيّنةً أنّ "كلّ ذلك لم تحرّك ​الحكومة اللبنانية​ ساكناً ولم تتّخذ أي إجراء من شأنه تحجيم دور الحزب وعدم خروجه عن إطار الدولة، وقد تحدثت السعودية مع الحريري في ذات الشأن، مقدّمة أدلتها الواضحة، لكن شيئاً لم يحدث".