في ظل الإجواء التوافقية التي رافقت الإحتفال ب​عيد الإستقلال​، لا سيما مع قرار رئيس الحكومة سعد الحريري التريث بالإستقالة، يبدو أن هناك من يسعى إلى اللعب على وتر فتنة سياسية في منطقة الجبل، من خلال إستهداف شهيد الإستقلال إبن بلدة عين عنوب سعيد فخر الدين، المُنتمي إلى "الحزب السوري القومي الإجتماعي".

في هذا السياق، علمت "النشرة" أن مجهولين أقدموا فجر يوم الأربعاء على نزع يافطات كانت قد رفعت في البلدة من قبل الحزب "القومي" إحتفالاً بالمناسبة، إلا أن البلدية عادت إلى رفع أخرى جديدة مكانها، لا سيما بعد أن أدت إلى توتر بعد أن وجهت أصابع الإتهام إلى الحزب "التقدمي الإشتراكي"، إلا أن المفاجأة كانت بإعادة المجهولين القيام بالأمر نفسه بعد الإنتهاء من الإحتفال الذي مثّل فيه رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وزير السياحة إفيديس كيدانيان.

وتشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن هذه المرة الأولى التي يكون فيها تمثيل رئيس الجمهورية بهذا المستوى، مع العلم أن رئيس الجمهورية السابق ​اميل لحود​ هو من كرس تكريم فخر الدين في هذه المناسبة بشكل رسمي، بوصفه رجلاً من رجالات الإستقلال، لكن درجت العادة على أن يكون التمثيل بمستوى قائمقام أو محافظ.

في هذا السياق، دان المندوب السياسي لمنطقة جبل لبنان الجنوبي في "القومي" حسام العسراوي، في حديث لـ"النشرة"، ما حصل من إعتداء على رمزية شهيد الإستقلال، واضعاً الأمر بتصرف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​ و​الأجهزة الأمنية​ لأن من غير المسموح الإعتداء على هذا الرمز الوطني في عيد الإستقلال، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية كانت على علم بما حصل في المرة الأولى، وبالتالي كان من المفترض بها أن تأخذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره.

وشدد العسراوي على أن هذا الأمر هو محل متابعة من قبل الحزب، رافضاً توجيه إتهامات لأي جهة محددة بإنتظار قيام الأجهزة الأمنية بالتحقيقات اللازمة، لكنه وضع الحادثة في سياق السعي إلى ضرب معادلة الإستقرار في الجبل، موضحاً أن هذه المعادلة متفق عليها مع النائب جنبلاط، والمساعي قائمة لمنع إنجرار الموضوع إلى أي مكان غير محسوب.

من جانبه، يصف رئيس بلدية عين عنوب ومسؤول الحزب "الإشتراكي" جمال عمار، في حديث لـ"النشرة"، هذا الإعتداء بالعمل المشبوه، مؤكداً أن من قام به شخص مدسوس من أجل إشعال فتنة في البلدة، كاشفاً أن ليس هناك من كاميرات مراقبة موضوعة في المكان.

وشدد عمار على ضرورة كشف الفاعل من قبل الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك غطاء سياسي له مهما كانت هويته السياسية، لافتاً إلى أن العمل يسيء لعين عنوب بالدرجة الأولى، كاشفاً أن هناك إتصالات قائمة بين "الإشتراكي" و"القومي" من أجل الحفاظ على الهدوء ومنع حصول أي تداعيات لهذه الحادثة.

وأكد رئيس بلدية عين عنوب أنه لن تحصل أي فتنة في البلدة من جرّاء ما حصل، معتبراً أن من قام بهذا الفعل "زعران"، ومضيفاً: "أنا أتشرف بالعلاقة مع القومي ولا يمكن أن أسمح بما جرى".

في المحصلة، أهمية ما حصل هي في الإعتداء على رمز من رموز الإستقلال في بلدة عين عنوب، على أمل أن تنجح الأجهزة الأمنية في كشف هوية الفاعل أو الفاعلين، خصوصاً أن الهدف قد يكون إيقاع فتنة في منطقة الجبل بين الأحزاب السياسية الفاعلة.