تجاوب رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ مع رغبة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في عدم تقديم استقالة حكومته فتجاوب وهذا يعني ان الحريري لا زال رئيسا فعليا للحكومة لكن لن يدعو الى عقد جلسات لمجلس الوزراء وفقا لمعلومات وزير الداخلية ​نهاد المشنوق​.

واللافت ان الحرير ي أعلن عن تريثه عن الاستقالة في القصر ليس فقط امام الصحافيين بل امام عدد لا يستهان به من نواب ووزراء تَرَكُوا صف الانتظار لتقديم التهاني في ذكرى الاستقلال . وحرص الحريري على اعلان "تريثه "قبل البدء بالاستقبالات الذي اخرّها نحو 40 دقيقة . ولوحظ ان الاعلان عن التريث في الاستقالة ترك اثارا إيجابية على سعر السندات التي ارتفعت وعلى السوق النقدي في اليوم التالي وعلى عودة الاستقرارالسياسي الذي كان بدأ يهتز ." ولعل العامل الإيجابي ايضا هو عندما اصر ّ. الرئيس عون عندما اصر الرئيس عون طيلة غياب الحريري عن بيروت على عدم قبول ا ستقالته من رئاسة الحكومة مما أدى ذلك الى الإفساح في المجال لدى عودته الى بيروت الى تريثه وبقاء الحكومة .

لم يلجأ الى حالة التريث من رؤساء الحكومات السابقين سوى الرئيس رشيد كرامي ولبضعة أشهر . كما ان التريث غير وارد في الدستور . الا ان التفاهم الذي حصل بين الرئيس عون والرئيس الحرير ي مدعوما من الرئيس ​نبيه بري​ الذي كان قد شارك في الاجتماع بين عون والحريري قبل الاعلان عن التريث بعد اجتماع قصير بين عون وبري وترك الرجلين وبعد نحو ربع ساعة ولّد التريث

واكد مصدر رسمي في القصر الرئاسي ان ليس هناك من مهلة زمنية ضعها الحرير ي كشرط لتنفيذ ما يطالب به من تصويب العلاقات مع عدد من الدول العربية التي اصابها الخلل . وكذلك التطبيق الفعلي لا اللفظي ل​سياسة النأي بالنفس​ وعدم تدخل ​حزب الله​ بإرسال مقاتليه الى اي من الدول العربية لخوض معارك وسحب هؤلاء من ​سوريا​ و​العراق​ و​اليمن​ . وشدّد الحرير ي على وقف التدخل الايراني بشؤون لبنان لا سيما عندما أعلن عن ذلك الرئيس ​حسن روحاني​ بان اي شيءسياسي لا يتقرر في لبنان الا بارادة ايران .

ولفت المصدر ان لا شيء تقرر مسبقا بين عون والحريري حول شكل التحرك الذي بدأه رئيس الجمهورية امس سوى التشاور مع ايران ومع حزب الله وهما المعنيان بما يطالب به الحريري لانه على مدى سنة لم يطبق ما ورد في البيان الوزاري لحكومته . ولدى السؤال ما اذا كان عون سيدعو الى طاولة حوار فأكد المصدر ان اي شكل لم يتقرر وقد تحصر معالجة الامر بالتشاور ولا لزوم لاي طاولة التي استنادا لما سبق فشلت طاولات الحوار .

و افاد المصدر ان ما يطالب به الحريري ووراءه ​السعودية​ يستوجب اتصالات دولية واقليمية ايضا وهذا ما يقوم به الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ منذ ان استقبل الحريري في قصر الاليزيه يوم السبت الماضي وبعد ان رفض الرئيس روحاني خلال اتصال ماكرون به مطلع الاسبوع الحاري حيث طلب مساعدته بان يلقي الحزب سلاحه ، يجري سيد الاليزيه اتصالات ايضا بالدول الاعضاء ل "المجموعة الدولية من اجل دعم لبنان " اي اضافة الى فرنسا, ​اميركا​ و​روسيا​ و​الصين​ و​بريطانيا​ والامين العام للامم المتحدة والامين العام ل​جامعة الدول العربية​ و​ألمانيا​ و​ايطاليا​ لعقد اجتماع في باريس لمساعدة لبنان على معالجة هذا الوضع مع ايرانااذي يمكن ان يؤثر على معالجة سلاح الحزب . وقد وضع سفير فرنسا لدى لبنان برنار حفوشي الرئيس الحريري لدى استقباله له امس بنتائج الاتصالات التي تجريها باريس مع تلك الدول وجرى تكتم شديد حول نتائجها.