اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنه لأمر مضحك، أن يقال بأن حملة مكافحة الفساد في السعودية، وسيلةً لانتزاع السُلطة، مشيرا إلى أن الأعضاء البارزين من الأشخاص المُحتجزين في الريتز قد أعلنوا مُسبقًا بيعتهم له ودعمهم لإصلاحاته، وأن "الغالبية العُظمى من أفراد العائلة الحاكمة" تقفُ في صفه، مضيفا ان لطالما عانت دولتنا من الفساد منذ الثمانينات حتى يومنا هذا، في حين تقول تقديرات خُبرائنا بأن ما يُقارب 10% من الإنفاق الحكومي كان قد تعرض للاختلاس أو الهدر منذ بداية الثمانينات بواسطة الفساد، من قبل كلتا الطبقتين، العُليا والكادحة، وذكّر بأنه وعلى مر السنين، كانت الحكومة السعودية قد شنت أكثر من "حربٍ على الفساد" ولكنها فشلت جميعًا، لأن جميع تلك الحملات بدأت عند الطبقة الكادحة صعودًا إلى غيرها من الطبقات المرموقة.

وأكد ولي العهد السعودي في مقابلة أجراها معه الكاتب الاميركي الشهير توماس فريدمان، في صحيفة "نيو يورك تايمز"، أنهُ قام بقطع عهد على نفسه بوضع حدٍ لحالة الفساد في السعودية، مؤكدا أن كل من اُشتبه به سواءً كان من أصحاب المليارات أو أميرًا فقد تم القبض عليه ووضعه أمام خيارين: "لقد أريناهم جميع الملفات التي بحوزتنا وبمُجرد أن أطلعوا عليها، وافق ما نسبته 95% منهم على التسويات"، الأمر الذي يعني أن عليهم دفع مبالغ مادية أو وضع أسهم من شركاتهم في وزارة المالية السعودية.

وأوضح انه "استطاع ما نسبته 1% من المُشتبه بهم إثبات براءتهم وقد تم إسقاط التهم الموجهة لهم في حينها، وقرابة 4% قالوا بأنهم لم يشاركوا في أعمال فساد ويُطالب مُحاميهم باللجوء إلى المحكمة، لافتاً الى ان النائب العام، يُعتبر بموجب القانون السعودي، مُستقلًا، فلا يمكننا التدخل في عمله، ولا أحد سوى الملك يستطيع إقصاءه، ولكنه هو من يقود العملية الآن ولدينا خُبراء من شأنهم ضمان عدم إفلاس أي شركة من جراء هذه العملية وذلك لتجنب إحداث أي عطالة، وكشف ان النائب العام يقول بأنهُ من الممكن في نهاية المطاف "أن يكون المبلغ حوالي 100 مليار دولار أمريكي من مردود التسويات".

ولدى سؤال فريدمان الأمير محمد بن سلمان عن رئيس الحكومة اللبنانية ​سعد الحريري​،تجنّب بن سلمان الخوض في "تحركات الحريري، الذي عاد عن الاستقالة بعد عودته إلى ​بيروت​"، مكتفيا "بالتشديد على أن الحريري، وهو مسلم سني، لن يواصل منح غطاء سياسي لحكومة لبنانية يسيطر عليها ​حزب الله​ بشكل أساسي، الذي يأتمر بأوامر من ​طهران​".

كما شدد بن سلمان على أن الحرب المدعومة سعوديًا في اليمن، والتي تُعد كابوسًا إنسانيًا، تميل كفتها لصالح الحكومة الشرعية الموالية للسعودية هناك، والتي تُسيطر الآن على 85% من البلاد، إلا أن قيام المتمردين الحوثيين الموالين ل​إيران​، الذين يُسيطرون على بقية أراضي البلاد، بإطلاق صاروخًا على مطار الرياض يعني أنه، إذ لم يتم السيطرة على كامل البلاد، فإن ذلك سيُمثل مشكلةً.

واعتبر بن سلمان أن المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي هو ""هتلر جديد في ​الشرق الأوسط​ لا يمكن التسامح معه"، مشيرا الى اننا "استخلصنا درسا من ​أوروبا​ أن سياسة الاسترضاء لا تجدي نفعا، ولا نريد أن يكرر هتلر إيران في الشرق الأوسط ما حدث في أوروبا".