رأى ​العلامة السيد علي فضل الله​، ان ​لبنان​ استطاع أن يتجاوز بنجاح قطوع الأزمة التي نتجت من إعلان رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ استقالته من الخارج، وهو ما يعود إلى الحكمة التي تحلى بها المسؤولون اللبنانيون، عندما آثروا التريث في قبول الاستقالة وترتيب الآثار عليها، مشيرا الى انه كان واضحاً لدى القيادات السياسية اللبنانيَّة، وبما لا يقبل الشكَّ، أن الواقع السياسي الداخلي يشير إلى انفراج لا إلى انفجار، رغم التغريدات المتكررة التي كانت تأتي من الخارج، ولكنها لم تجد صدًى في الواقع السياسيّ الداخليّ، كما كان واضحاً أنَّ هناك شيئاً غامضاً يحيط بهذه الاستقالة.

ولفت فضل الله خلال خطبتي صلاة الجمعة، من مسجد الإمامين الحسنين، في ​حارة حريك​، الى أهميَّة الحركة الّتي جرت عندما توحَّد اللبنانيون على مطلب عودة الرئيس الحريري، والتي تجاوزوا فيها خلافاتهم، إضافةً إلى التحرّك الَّذي جرى في الخارج على مستوى مواقع القرار، ومواكبته بخطاب التهدئة الذي نعمت به السّاحة اللبنانيَّة، مؤكدا ان الإنجاز تحقَّق أخيراً، فقد نجح اللبنانيّون، بفعل وحدتهم وتضامنهم وقياداتهم الحكيمة، في حماية بلدهم من العابثين فيه، وتحقيق الاستقرار الّذي تجلّى بعودة الرئيس الحريري عن الاستقالة، وعودة العجلة السياسية في البلد إلى الدوران، وإن بشكل تدريجيّ.

واعتبر ان كلّ ما جرى عن حقيقة أنّ لبنان لا يزال تحت سقف الرّعاية الدوليَّة والإقليميَّة التي لا تريد للاستقرار اللبنانيّ أن يتعرَّض للاهتزاز، وأنَّ تجاوز الأزمات لا يتحقّق إلا بوحدة ​الشعب اللبناني​، داعيا اللبنانيين الى أن يكون ما حصل درساً إضافياً لهم، بأنَّ منطق الغالب والمغلوب لا يمكن أن يسري في مركب واحد في لبنان، وأن لا حل إلا من خلال شعور الجميع بأنهم في هذا المركب الذي لا ينبغي لأحد أن يخرقه، وأن لا فضل للبناني على آخر، إلا من خلال إمكانياته التي يقدّمها لخدمة بلده.