أكد المحامي جوزيف ابو فاضل، ان "تريث رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بالاستقالة يأتي بهدف فسح المجال امام رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لعقد حوار وطني، والذي لن يتناول موضوع سلاح ​حزب الله​"، واشار الى "ان كل الأفرقاء في ​لبنان​ تورطوا ب​الحرب السورية​ ولم ينأوا بأنفسهم ، ف​تيار المستقبل​ انخرط بالحرب الى جانب ​جبهة النصرة​ التي كانوا يسمون مقاتليها بالثوار، وهم الذين واكبوا الحرب السورية منذ الدقيقة الأولى لانفجارها في حمص الواقعة على الحدود اللبنانية"، لافتا الى ان "المنتصر في هذه الحرب أي المقاومة لا يمكنها تقديم تنازلات أكثر من تلك التي تقدمها حاليا في الداخل اللبناني".

وشدد بو فاضل على "ان الحريري انتصر جراء الأزمة التي مر بها وهو اليوم لم يعد له الخيار فإما ان يكون مدعوما من ​السعودية​ او انه عليه مواجهتها، في حين ان اللبنانيين يقفون اليوم معه ضد السعودية" لافتا الى "ان خطاب مفتي الجمهورية ​عبد اللطيف دريان​ أمس في ​بيت الوسط​ خلال لقائه الحريري على رأس وفد من مشايخ الدار، موجه في جزء منه ضد السعودية"، وأوضح "ان شارع المستقبل يهتف للحريري ولم تعد شعاراته موجهه ضد المقاومة والشارع المقابل له"، وإذ رأى بو فاضل "ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قام بدوره تجاه أزمة الحريري، يترك اليوم العمل لرئيس الجمهورية الذي يعالج الأزمة السياسية في وقت كان حزب الله استوعب الهجمة عليه وخفض التوتر داخليا ودعم كما فعل بري، مبادرة الرئيس عون، فلبنان لا يقوم الا بالاتفاق بين جميع المكونات السياسية".

بو فاضل اشار الى ان "الحريري يعمل اليوم على ترتيب بيته الداخلي وهناك تغييرات يجريها في فريق عمله، فيما هناك خاسرون جراء هذه الأزمة وهم كل من تحمس للإستقالة وعلى رأسهم رئيس حزب القوات ​سمير جعجع​ الذي كان عليه التريث قبل تأييده للاستقالة"، كاشفا "ان جعجع ينشد دائما حماية دولة او اقليمية بعد مرحلة السجن التي مر بها"، ورأى بو فاضل "ان سوريا تتابع الوضع في لبنان بشكل عادي والعلاقات أكثر من طبيعية بين البلدين وبالأمس قدم سفير لبنان لدى دمشق اوراق اعتماده للرئيس السوري ​بشار الاسد​"، موضحا "ان الرئيس عون ليس بحاجة في هذه المرحلة لزيارة رسمية لسوريا وهو على تواصل مع نظيره السوري من خلال موفدين، ولكن الأولوية لديه هي الذهاب الى ​الولايات المتحدة​ وبعدها ​ايران​ وفي النهاية يأتي دور زيارة سوريا".

من جهة أخرى كشف ابو فاضل عن توقيف جهاز امن الدولة للمخرج زياد عيتاني بتهمة التعامل مع اسرائيل، مشيرا الى وجود مخطط كان يشارك فيه عيتاني لاغتيال وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد، لافتاً الى أنّ ضابطاً إسرائيليّاً كان يفترض أن يصل الى لبنان ليقيم في فندق "البستان" في بيت مري، إلا أنّ عمليّة التوقيف أحبطت هذا المخطّط.

وأكّد أبو فاضل أنّ عيتاني اعترف بالتهم الموجّهة إليه، مشيراً الى أنّ مدير عام جهاز أمن الدولة اللواء أنطوان صليبا تواصل مع رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة وعدد من رؤساء الأجهزة الأمنيّة لإطلاعهم على تفاصيل هذا الملف.