أكد عضو كتلة "​القوات اللبنانية​" النائب ​إيلي كيروز​ في كلمة له خلال جولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة ​غسان حاصباني​ إلى بشري أن "زيارة حاصباني تمثل صورة عن أدائه المميز مع زملائه ممثلي "القوات اللبنانية" في الحكومة، وتؤكد تمسك القوات بالمنهج الإصلاحي الجدي بعيدا من منطق المحاصصة والصفقات"، متوجهاً لحاصباني بالقول "زيارتكم موضع إنتظار ورهان من اهلنا على دعم فعلي للقطاع الصحي في منطقتنا التي حرمت طويلا من كل الخدمات، وآن الأوان لتحصل على حقها الطبيعي، وبخاصة في ظل مسيرة إنماء المنطقة والتي نخوضها على مختلف الصعد".

ولفت إلى "اننا عشنا حتى الماضي القريب معاناة طويلة، كان خلالها الأهالي في بشري والجبة كثيرا ما يموتون على الطرق نتيجة غياب المستشفى، وإقتصار الأمر على وجود مستوصف بدائي حيث لا خدمات فعلية حتى الطوارئ، ولا قدرة على إستيعاب أبسط الحالات. ومع الوقت، سعى بعض الخيرين في بشري الى إنشاء مركز طبي خيري مجاني للتخفيف من وطأة بعض الحالات الصحية، وفي هذه المرحلة كان ​الصليب الأحمر اللبناني​ يبذل جهودا جبارة لنقل المرضى والمصابين للعلاج. وفي العام 2003 بدأ العمل بالمستشفى الحكومي الذي بقي لسنوات أقل من مستشفى ويفتقر الى كل أنواع التجهيزات والمعدات اللازمة. وبقي المستشفى من دون تصنيف. ولقد تمكنا من تأمين الإعتمادات المطلوبة لتجهيز المستشفى بغرفة عمليات بمبادرة سعودية مشكورة وتأمين حاجاته للقيام بمهامه. ولم يكن ذلك كافيا نظرا إلى ضيق المكان في مستشفى مار يوحنا والتطور الإنمائي والعمراني وضرورة التوسع، فكان لا بد من التركيز على المبنى الجديد في مار ماما، الذي عملنا في السنوات الماضية على تسوية وضعه وإعادة تأهيله وتجهيزه كي يكون المستشفى المستقبلي الذي يلبي فعلا حاجات الأهالي في الشكل المطلوب. ولقد أنجزنا المرحلتين الأولى والثانية في مبنى مار ماما ونعمل على إنجاز المرحلة الثالثة في التأهيل والتجهيز كي يستطيع المستشفى إستقبال المرضى وتقديم مختلف الخدمات الإستشفائية والطبية".

وتابع "إن إستكمال هذه المرحلة يحتاج الى إعتماد بقيمة ثلاثة ملايين و500 ألف دولار، ومن هنا رهاننا على دعمكم لتوفير هذا المبلغ في أسرع وقت ممكن، كي ننتهي من زمن الحرمان لننتقل الى زمن يشعر فيه إبن بشري والجبة بحد أدنى من الطمأنينة وبما يعزز تجذره فس أرضه"، مشيراً إلى أن "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جعل في الفصل الخامس وعشرين منه، الحق في الصحة، حقا أساسيا من حقوق الإنسان".

ودعا إلى "الإلتزام في تعميم الحق في الصحة والى السعي إلى تأمين المستلزمات التطبيقية لهذا الحق، فهو حق يتعلق بكرامة الشخص البشري وهذا ما حمل البابا يوحنا بولس الثاني على القول في رسالته العامة "فادي الإنسان": "إن السيادة التي أولاها الله للانسان هي إيثار قاعدة الأخلاق على التقنية وتفضيل الشخص على الأشياء وتغليب الروح على المادة. فالمسألة مسألة تطوير الأشخاص وليست فقط الأشياء التي يمكن إستخدامها". والقضية في المحصلة وعلى ما قال الأب تيار دو شاردان ليست في أن نمتلك أكثر بقدر ما هي في أن نكون أكثر".