رأت أوساط متابعة عبر صحيفة "الراي" الكويتية أن "الاستنفار الدولي الذي أعقب إعلان رئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري​ استقالته والذي رمى لإعادة الاعتبار الى عنوان الاستقرار أولاً في ​لبنان​ وكرّس رئيس الحكومة ركيزة أساسية في هذا الاستقرار، يجعل من الصعب تَصوُّر ألا تنجح المساعي في اجتراح مَخارج تراعي دفتر الشروط العربي - الدولي بالنأي بالنفس بما يوفّر للحريري طريق العودة النهائية عن استقالته وفي الوقت نفسه لا يُظْهِر "​حزب الله​" على أنه أذعن لضغوطٍ خارجية في مسار الانسحاب ولو بعد إنجاز المهمّة من بعض الساحات مثل ​العراق​ أو فك الارتباط المباشر مع ساحات أخرى مثل ​اليمن​ بعدما رَفَدَ حلفاءه فيها بعناصر المواجهة الذاتية".

ولاحظت الأوساط ان "ركيزتي الاشتباك الخارجي الذي جاءت الاستقالة على وهجه، أي ​طهران​ و​الرياض​، رسمتا في ملاقاة دخول لبنان في وضعية on hold خطوط تعاطيهما بإزاء المرحلة المقبلة في لبنان ومساعي إعادة شبْك خيوط ربْط النزاع الداخلي، وذلك على قاعدة تكريس ​إيران​ نزْع سلاح "حزب الله" كعنوانٍ يبقى من المحرّمات، في موازاة إعلان ​السعودية​ بلسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أول إطلالة على الملف اللبناني منذ إعلان الاستقالة وما رافقها وأعقبها من علامات استفهام ان خلاصة القضية ان الحريري، المسلم السني، لن يستمرّ في توفير الغطاء السياسي لحكومةٍ لبنانية تتحكّم بها في شكل أساسي "حزب الله" التي تتحكّم بها طهران وهو ما فُسِّر على أنه يُعبّر عن جوهر اعتراض المملكة على اختلال الموازين بقوة على مدار العام الماضي وظهور لبنان الرسمي على تماهٍ كامل مع "حزب الله" وأجندته الاستراتيجية".