اشار وزير الخارجية ​جبران باسيل​ الى اننا نلتقي ك​لبنان​يين في المؤتمر الثاني للطاقة الإغترابية في أميركا اللاتينية، في كانكون جوهرة المحيط الأطلسي، في منتجع يملكه لبناني، فيه دفء اللقاء كدفء الطقس. وفي زمن تجنح فيه العلاقات البشرية نحو برودة المشاعر، والعلاقات الدولية نحو سخونة المصالح. نأتي اليكم في عيد الإستقلال الـ74 للبنان، والإستقلال هذه السنة ليس ذكرى بل هو حالة يعيشها الإنسان بداخله ويمارسها المسؤول بقراره، وهو أسلوب حياة يعيشه الوطن ويتنفسه. وذكرى الإستقلال هذه السنة شعر فيها اللبنانيون بالعزة والعنفوان، لأن هناك من حاول المس بكرامتهم جماعياً فخسء. خسىء لأن رئيسهم عاد قوياً وجيشهم بطلاً وقرارهم حراً ورئيس حكومتهم عاد الى لبنان حراً، قوياً فبطلاً. والأوطان تلتقي بمعظمها على إحياء ذكرى إستقلالها لأنه أغلى ما عندها، وإستعادة الإستقلال عندنا لم تكن مرة بل مرات، من غزو وإنتداب وإحتلال ووصاية وتبعية قرار.

واشار باسيل في افتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية في كانكون-​المكسيك​، الى ان مشكلة إستقلالنا أن المس به يأتي من الخارج طمعاً، والغدر به يأتي من الداخل إستتباعاً. ذهنية وثقافة ترسخت عند البعض ونحن نقاتل لتغييرها، لذلك يعيش لبنان في صراع دائم للحفاظ على إستقلاله. وقد إكتشفنا مؤخراً كلبنانيين أن أنجع طريقة لصونه هي من خلال وحدتنا الوطنية حوله، لأن الزمن الذي يريد فيه بعضنا أن نذوب في محيطات أخرى، تفرض فيه علينا هويتها قد مضى، ولأن لا مكان بيننا لمن يريد أن يستتبعنا في محاور حرب فيما لبنان هو من يصنع محور السلام والحوار والتعدد. ولأن وطننا لبنان لم يتشكل من حدود بل من صيغة، وصيغته هي الفرادة بشعبه وهويته ورسالته، والفريد لا يتبع بل يتبع، والهوية التي هي عصارة قرون من الحضارة لا تغير بمؤامرة توطين أتت في غفلة من حضارة سمحت بتهجير لاجئين وهجرة نازحين.

اضاف "نحن هنا لأننا نريد أن نحافظ على لبنانيتنا وهي هويتنا ورابطة إنتمائنا وإسمها اللبنانية-libanismo، lebanity، libanite. واللبنانية هي ما يربطنا من شعب وأرض ووطن وأكثر، من فكر وصيغة ورسالة وأكثر، من دم ونخاع عظمي وجينات، لذلك أينما إلتقينا نشعر بالدفء الجيني تجاه بعضنا، ونتواصل بتقاربنا الفكري، ويبقى أن نلتقي بهويتنا على أرض وطننا. ونحن هنا لنعيد لكم جنسيتكم اللبنانية من خلال قانون إستعادة الجنسية الذي أقره لبنان من أجلكم، ليس لنزيد أعداد اللبنانيين، بل لأنكم نخبة وكل لبناني منتشر هو طاقة، وليس لنزيد عليكم عبئاً بالحصول عليها وهو أمر أصبح سهلاً جداً، بل لنزيد على شخصكم شخصاً آخر وبعداً إنسانياً إضافياً كون هويتكم اللبنانية لا تتعارض مع هويتكم اللاتينية لا فكراً ولا قانوناً ولا ضريبةً".

وتابع قائلا "نحن هنا لنعطيكم حقكم السياسي بالمشاركة في تقرير مصير وطنكم، لأن القانون الأخير أعطاكم حق التصويت في الإنتخابات النيابية، وحق التمثيل بنواب مخصصين للإنتشار. وقد عبَّر البارحة حوالي ستة آلاف وخمسمائة لبناني من بلدان أميركا اللاتينية عن رغبتهم بالتصويت عبر التسجيل الألكتروني المسبق، وأنا أعرف أن هذا الرقم سيتضاعف إذا مددَّنا مهلة التسجيل وهو ما نطالب به وسيتضاعف أضعافاً عندما يصبح دورياً، لكن لا أخفي حزني أن أرى كل دول أميركا الجنوبية تسجل رقماً أقل من مدينة واحدة في اوروبا، أو نصف ما سجلته كندا أو استراليا أو الولايات المتحدة الأميركية. وهذا يدل على الجهد الإضافي المطلوب منا القيام به بإتجاهكم وعلى وجوب ملاقاتنا به من قبلكم. وإن ممارسة هذا الحق الديموقراطي الذي بفعل الضغط الإنتخابي، سيفتح لنا ولكم آفاقاً واسعة لإعطائكم مزيداً من الحقوق والأمتيازات".

واشار الى اننا هنا لنعلن آلية متابعة لربط غرف التجارة والصناعة اللبنانية الموجودة في العالم ببعضها البعض، وذلك لتعريف اللبنانيين المنتشرين على "مصالحهم المشتركة" ليدركوا أنهم ينتمون الى رابطة بشرية إقتصادية فاعلة وأقوى بكثير من قدرة كل وطن من أوطانهم بمفرده. نعم إن قوة اللبنانيين الإقتصادية مجتمعين هي أقوى من إقتصاد معظم الدول التي يتواجدون فيها. ونحن هنا لنعزز التواصل بشرياً وإلكترونياً. لذلك أطلقنا Lebanon connect ، diaspora vote، diaspora ID، والكثير آت بعد. ولذلك أيضاً نوسع شبكة إنتشارنا الدبلوماسي، فقد أنشأنا مؤخراً سفارة للبنان في الإكوادور وقنصلية عامة في الفوز دي إغواسو، وننشىء تباعاً شبكة من القناصل الفخريين حيث يتواجد لبنانيين، ولذلك عينَّا قنصلين فخريين في ميريدا-المكسيك وفي غواياكيل- الإكوادور، غير مكتفين بالخمسة عشر قنصلية الموجودة ولا بالأربعة والعشرين الشاغرة، ولا بالعشرة الجاهزة للتعيين. بل نريد أن يزيد العدد عن المئة، وذلك ليتواجد قنصل فخري في كل مدينة فيها لبنانيين، وأوجه النداء لكل لبناني مقتدر وقادر على خدمة وطنه وراغب بخدمة مواطنيه مجاناً أن يتقدم لنا بطلب تعيينه قنصل فخري، إن إنطبقت عليه المواصفات.