اشارت مصادر ​القوات اللبنانية​ لصحيفة "الجمهورية" إلى ان "المشاورات السياسية الحاصلة اليوم لمعالجة الأسباب التي دفعَت رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ إلى الاستقالة تصبّ في صميم توجّهِ القوات التي عندما لوّحت بالاستقالة إنّما كان ذلك من أجل معالجة الأسباب التي دفعَتها إلى ذلك، وبالتالي ترى نفسَها معنيةً اليوم بدفعِ المفاوضات السياسية الحاصلة نتيجة الاستقالة، فالتريّث هو في الاتجاه الذي تُحقّق فيه الأهداف المرجوّة بالوصول إلى نأيٍ فعليّ بالنفس ووضعِ لبنان على طريق استعادت مقوماته السيادية والدولتية"، معتبرة ان "المشاورات الثنائية تشكّل فرصةً سياسية لبَلورةِ تسويةٍ جديدة تأخذ في الاعتبار العناوينَ التي وضَعها الحريري في استقالته (في ​الرياض​) وفي ​القصر الجمهوري​ يوم ​عيد الاستقلال​، حيث يجب الأخذ في الاعتبار انّ العودة إلى ما قبل 4 تشرين الثاني لم تعُد متاحة، وبالتالي عدم تقديم ​حزب الله​ التنازلات المطلوبة يؤدّي إلى تمدّدِ الأزمة الناتجة عن الاستقالة وتفاقمِها".

وأكدت المصادر انّ "القوات متمسّكة بالعناوين التي أعلنها الحريري من أجل إبعادِ لبنان عن أتون النزاعات في المنطقة التي استعرَت في الفترة الأخيرة، وبالتالي حانَ الوقت للانتقال من النأي بالنفس الشكلي إلى النأي بالنفس الفعلي الذي يُجسّد المصلحة اللبنانية العليا، والنأي الفعلي يستدعي من حزب الله الانسحابَ من أزمات المنطقة وعدم استهداف ​الدول العربية​، وتحديداً الخليجية، فضلاً عن وضعِ سلاح حزب الله على طاولة حوار جديدة"، آملة في "عدم تضييع النقاش في عناوين فرعية وثانوية، لأنّ المخاطر المحدقة بلبنان تستدعي معالجاتٍ جدّية وتنازلات فعلية من حزب الله".