حتى الساعة كل التوقعات أن المعركة الانتخابية في ​طرابلس​ ستشهد تنافساً حاداً بين التيارات السياسية الناشطة في عاصمة الشمال. وتتوقع مصادر طرابلسية أن يكون التنافس بين 4 لوائح محتملة وربما يصل العدد إلى 5.

وفي قراءة أولية للمشهد الطرابلسي الانتخابي، بعد عودة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ إلى ​لبنان​، اللائحة الأولى سيترأسها رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​، الذي يمر بمرحلة مراجعة خياراته، مع الاشارة إلى علاقته المتينة بالوزير السابق ​فيصل كرامي​ واحتمال انضمامه إلى هذه اللائحة، أما اللائحة الثانية فيعكف الوزير السابق ​أشرف ريفي​ على تشكيلها، بعد اعلان تحالفه مع المهندس وليد ​معن كرامي​ ابن عم فيصل كرامي، في حين أن اللائحة الثالثة هي لائحة تيار "المستقبل"، وستضم النائب ​محمد الصفدي​ ووزير العمل ​محمد كبارة​ والنائب ​سمير الجسر​ وابن النائب الراحل بدر ونوس عن المقعد العلوي، واللائحة الرابعة تتحدث المجالس السياسية عن نية النائب السابق ​مصباح الاحدب​ تشكيلها من بعض ناشطي ​المجتمع المدني​، فيما ينشط آخرون من المجتمع المدني، مع حركات حديثة النشأة، لتشكيل نواة لائحة مستقلة عن الشخصيات والتيارات السياسية الأخرى.

وكشفت أوساط طرابلسية، عبر "النشرة"، أن الصفدي حاول اقناع الحريري بترشيح زوجته فيوليت خير الله عن المقعد الارثوذكسي، بدلاً من ترشحه عن أحد المقاعد السنية، لكنه لم يلق تجاوباً منه، وللصفدي علاقة ودية مع ريفي دون أن يبدي الأخير حماسة للتحالف معه، فآثر أن يبقى إلى جانب الحريري في معركته الانتخابية بعد تحسن الواقع الميداني لتيار "المستقبل".

وتشير الدلائل إلى أن عودة الحريري ساهمت في لملمة صفوف التيار، التي كانت تعيش حالة احباط وشرذمة نتيجة غيابه عن قواعده الشعبية، وحسب المصادر فإن ​السعودية​ قدمت للحريري خدمة مجانية، من دون تخطيط، تمثلت في استعادة "المستقبل" لجزء لا يستهان به من شارعه، لكن هذه الاستعادة للشارع الطرابلسي قد تكون موقتة لأنها لا تزال متأرجحة، بانتظار أن يترجم الحريري وعوده في قضية موقوفي أحداث طرابلس واقرار العفو العام، في ظل ما يحكى عن محاولات تأجيل هذا الملف إلى ما بعد الانتخابات النيابية في محاولة لامتصاص غضب الأهالي في هذا الشارع.

وترى مصادر شماليّة أن اللافت ورغم عودة الحريري، وما احيط بها من عطف شعبي، لم تكن المشاركة الطرابلسية في استقباله أمام بيت الوسط بالحجم الذي توقعته الاوساط على غرار ما كان يحصل منذ العام 2005، وقد ردّ بعض المقربين من تيار "المستقبل" ذلك إلى أن الدعوة للمشاركة انحصرت بأعضاء التيار فقط، لكن هذا التبرير لم يقنع الأوساط السياسية، التي تحدثت عن مؤثرات عدة أبرزها أن تيار ريفي كثف من نشاطه ورفع سقفه السياسي، وسارع إلى مبادرة الحريري بتأييده في الاستقالة، لكنه لم يلق تجاوباً من رئيس الحكومة ولا جواب منه على موقفه، وقد لمس الشارع الطرابلسي هذا الأمر مما ساهم في ابقاء الاصطفافات السياسية على ما هي عليه، سواء لدى ريفي أو لدى ميقاتي، الذي حصن موقعه الشعبي بخدمات مؤسساته التي لم تنقطع، ولذلك يصعب خرقها بحيث ستكون المعركة الانتخابية المقبلة فريدة من نوعها ولا تشبه أي معركة أخرى في تاريخ طرابلس ولبنان عامة.

حتى الآن، الاصطفاف السياسي في طرابلس بقي على حاله ولم يتأثر بالمستجدات رغم ما طرأ على المشهد من تعاطف مع قضية الحريري وعودته، لاسيما أن الكثير من الفئات الشعبية الطرابلسية أبدت امتعاضا لما جرى معه في السعودية.

بالنسبة للمقعد العلوي في طرابلس، تشير مصادر متابعة إلى أن "​الحزب العربي الديمقراطي​" يسعى إلى تشكيل لائحة تعوّل على خرق باقي اللوائح بمقعدين، وحسب المصادر فإن الإعتقاد يسود بامكانية الفوز بالمقعد العلوي على أساس الصوت التفضيلي، لافتة إلى محاولات تجري لاقناع فيصل كرامي بخوض الانتخابات بالتحالف معهم، مع التأكيد أن امكانية الفوز بجانبهم كبيرة خصوصاً أن الاصوات العلوية التي تقترع فعلياً تصل إلى ما يقارب 12 ألف.