أكد وزير الداخلية والبلديات ​نهاد المشنوق​، في كلمة له خلال رعاية ندوة ومعرض "الممارسات الفضلى للبلديات في ​لبنان​" تحت عنوان "المدن الشاملة والمستدامة والممارسات البلدية الرئدة في لبنان"، أن "الشعب المصري صامد وقادر على مواجهة ​الارهاب​ الذي يتعرض له والانتصار عليه بفكره وعقله وامكانياته"، مشيراً الى أن "​جامعة بيروت العربية​ انطلقت من بذرة خير مع جمعية البر والاحسان برئاسة الحاج جميل الرواس، وهي تطورت في بداية الستينات من خلال رؤية متقدمة للحاج راشد الحوري حيث حول الجمعية الى جامعة مما يدل على قدرة الخير التي تكبر مع السنوات بفضل القيمين عليها ومثابرتهم واجتهادهم وتطلعهم الدائم الى نجاح المؤسسات".

كما عاد بالذاكرة الى "ما سمعه بالكثير عن الجامعة من رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ الذي كان يتحدث عنها لكونها التاريخ الحيوي في ذاكرته اللبنانية"، مشيراً الى "دور جامعة بيروت العربية التي قدمت منذ بداية الستينيات مساهمة جدية وفاعلة على صعيد تثبيت عروبة لبنان في اذهان الناس بشكل سلمي وحضاري وتعليمي".

وتناول المشنوق "دور مصر في رعاية الجامعة منذ تأسيسها"، لافتاً الى أن "الدور الاساسي والرئيسي في دعمها ومدها بأحسن الخبرات".

واغتنم المناسبة لـ"توجيه التعازي للشعب المصري على الضحايا الذين سقطوا بفعل العدوان الارهابي على المسجد في ​شمال سيناء​"، مشدداً على أن "الشعب المصري قادر وصامد ومواجه لهذا الارهاب الذي لا دين له ولا ضمير ولا يمكنه ان يسيطر على ​العالم العربي​ لأن المجتمع المصري اقوى بكثير من اي ارهاب يتعرض له، وذلك بفكره وعقله وامكاناته وبالكفاءات العليا الموجودة، وهو قادر دوما على الانتصار على الافكار الارهابية".

وأشاد المشنوق بـ"عمق ومكانة العلاقات اللبنانية المصرية"، داعياً الى "الوقوف إلى جانب مصر في مواجهة الارهاب والتطرف".

وذكر ان "القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس المصري بد الفتاح السيسي، لم تتردد أبدا في دعم لبنان ودعم مسيرة الاستقرار والسلام فيه"، موضحاً أن "نحن شهدنا خلال الاسبوعين الماضين كيف تحركت القيادة المصرية سريعا وكثفت مساعيها عندما استشعرت بأن الاستقرار في لبنان أصبح مهددا وقد ساهم تدخلها الحميد والعاقل بالتخفيف من وطأة الازمة السياسية التي مررنا بها".

ثم تناول "الدور المهم الذي تقوم به البلديات على الصعيد الاجتماعي والحياتي للمواطن والعلاقة التشاركية معه، لانها تشكل النواة الرئيسية للتنمية المحلية"، لافتاً الى أن "احسن مثال على قدرة البلدية على استيعاب الازمات هو أزمة ​النزوح السوري​ إلى لبنان، فمنذ عام 2011 وحتى يومنا هذا كثفت البلديات أدوارها الإجتماعية والإنسانية والخدماتية المحورية، فالبلدية هي أول نقطة اتصال وتواصل مع ​النازحين السوريين​. وقد ألقي وبوقت قياسي على عاتق المجالس البلدية إيجاد حلول سريعة لمعالجة تداعيات أزمة النزوح السوري".

وتابع بالقول أنه "لقد استطاعت البلديات ان تمتص بموقعها اكبر ازمة يمكن ان يقع فيها بلد في العالم خلال خمس سنوات، اذ ان ثلث المقيمين على الارض اللبنانية هم من غير اللبنانيين، وهذه ازمة حقيقية لم تقو على مواجهتها دول اوروبية كبيرة لم يصلها سوى عشرات الآلاف من النازحين، ولكن الحمدلله بفضل وعي الناس وتكاتفهم ومشاركة البلدية في الحلول، استطعنا ان نتجاوز الازمة بهدوء واستقرار على مدى السنوات الخمس الماضية".

وتطرق المشنوق الى "دور البلديات المحوري في تأمين الخدمات الضرورية للمواطنين، متوقفا عند أزمة النفايات المنزلية التي شهدها لبنان منذ عام 2015"، مشيراً الى أنه "ألقيت أعباء إيجاد حلول مستدامة لامركزية لهذه الأزمة على عاتق البلديات بعدما تم اعتماد حلول مركزية لها لسنوات خلت، ولا اعرف اذا كانت هذه التجربة ستنجح. فبالرغم من المحاولات المتكررة ومختلف المساعي التي قمنا بها في الوزارة، لم نتمكن من ايجاد حلول جذرية لهذه الازمة المعقدة".

وأكد المشنوق أنه "في إطار مساعدة البلديات خصوصا على الصعيد الامني، أطلقت مشروعا وطنيا يهدف إلى مأسسة الشرطة البلدية، وتخصيص برامج تدريبية بالتعاون مع معهد التدريب في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي".

كما أنهى كلمته متوجها بالشكر الى "جميع القيمين على مبادرة هذه الندوة"، مجددا "استعداد وزارة الداخلية والبلديات، بكل إداراتها، لمؤازرة ودعم كل المبادرات الجدية المشابهة التي تهدف إلى تطوير عمل البلديات وتعزيز العلاقة بينها وبين المواطنين".