أعرب "لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية ال​لبنان​ية" عن "ارتياحه للأجواء الإيجابية السائدة في لبنان، بعد الأزمة المفتعلة التي حدثت بسبب احتجاز ​السعودية​ لرئيس الحكومة سعد الدين الحريري، وما تلاه من حملة سياسية وإعلامية سعودية على لبنان بجميع مكوناته".

وفي بيان له عقب اجتماعه الدوري في مقر هيئة التنسيق، أكد اللقاء أن "الخروج من هذه الأزمة إنما جاء بفعل الحكمة العالية التي تعاملت بها القيادات الرسمية والحزبية اللبنانية، بخلاف بعض الموتورين، والتي استطاعت بفضل وعيها تفويت الفرصة على المخطط السعودي بتفجير الأوضاع الداخلية وضرب الإستقرار في البلد"، معتبراً أن "خلاص لبنان يبدأ بمنع التدخلات السعودية في الشأن الداخلي اللبناني، ووقف حملات التحريض الدائمة ضد المقاومة، التي استطاعت أن تنأى بلبنان عن الحرائق المحيطة به بفضل دماء شهدائها وجرحاها".

وأشاد بما صدر عن قمة سوتشي الثلاثية، لناحية "الالتزام بالحل السياسي في ​سوريا​، مثمنة الدور الروسي الفاعل، من خلال دبلوماسية القوة المرتكزة على الإنتصارات الميدانية التي حققها ​الجيش​ العربي السوري، بدعم إيراني كبير ومساندة العديد من قوى المقاومة، والتي تُوجت بتحرير ​البوكمال​، آخر معاقل تنظيم "داعش" ​الإرهاب​ي التكفيري".

ورأى اللقاء أن "هذه الإنتصارات هي التي دفعت بعض الدول الداعمة للإرهاب إلى المسارعة لتشكيل أحلاف جديدة بحجة محاربة الإرهاب، لإعادة تحسين صورتها من خلال تشويه الحقائق التي باتت معروفة وواضحة لدى الرأي العام".

وتساءل اللقاء عن "مصير آلاف المسلحين من تنظيم "داعش" الإرهابي الذين انسحبوا من الرقة والبوكمال بغطاء أميركي، محذرة من إعادة استخدامهم في مناطق ودول أخرى، في سياق مخطط جديد لتدمير المنطقة وإنهاك جيوشها وتفكيك مجتمعاتها، لصالح ​اسرائيل​".

ومن جهة أخرى، أشاد "بالإنجاز الأمني الذي حققه جهاز أمن الدولة، من خلال الكشف عن عملاء اسرئايل، والذي يضاف إلى سلسلة الإنجازات الهامة التي حققتها بقية المؤسسات و​الأجهزة الأمنية​ اللبنانية"، معتبراً أن "ما حصل يؤكد الاستهداف الدائم للبنان من قبل اسرائيل، ما يستدعي أقصى درجات الوعي والحذر، كما يتطلب التشديد على الاستفادة من عناصر القوة التي يملكها لبنان من خلال معادلة النصر الذهبية، الشعب والجيش والمقاومة، والتي استطاعت في كل السنوات الماضية حماية لبنان وتشكيل قوة ردع فاعلة بوجه العدوانية الإسرائيلية".

ودان اللقاء "العملية الإرهابية التي نفذها ​تنظيم داعش​ التكفيري في مسجد الروضة في مصر، والتي أدت إلى وقوع مئات الضحايا شهداء وجرحى"، معتبراً أن "هذه العملية، بوحشيتها، جاءت بعد الدور الإيجابي الذي لعبته مصر في تثبيت المصالحة الفلسطينية وفي معالجة الأزمة التي طرأت في لبنان، كما جاءت بعد تحرير منطقة البوكمال وانتقال آلاف المسلحين التكفيريين إلى مكان مجهول، برعاية وغطاء أميركيين".

وحذّر اللقاء من "وجود مخطط أميركي لنقل الفوضى إلى شمال أفريقيا، من خلال استهداف دول المغرب العربي، لاستكمال ضرب المجتمعات العربية والعمل على إضعافها وتفكيكها"، مؤكداً أن "السبيل الوحيد لمواجهة هذا المشروع هو استنهاض الشعوب العربية والإسلامية من خلال التعبئة الشاملة ضد الفكر التكفيري والوهابي، والوقوف صفاً واحداً في محاربته والقضاء على أدواته الإجرامية".

وتوجه اللقاء إلى مصر بأحر التعازي بالضحايا، وبالدعاء للجرحى بالشفاء العاجل.