نجح رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ بأن يكون مرة جديدة صمام امان التسوية والاستقرار وتحصينهما منذ انتخابه حتى اليوم. ومن خلال لقاءاته التشاورية مع رؤساء الكتل النيابية ورؤساء الاحزاب الاساسية والمشاركة في الحكومة التي اجراها امس الاول تمكن الرئيس عون من انجاز المرحلة الرابعة من مراحل اجهاض الانقلاب على التسوية عبر تطيير الحكومة واجبار ​السعودية​ لرئيس الحكومة على الاستقالة. هذه الاجواء ينقلها مرجع كبير في ​8 آذار​ الذي يؤكد ان كل ما نراه من خطوات حتى الان يصب في اطار سيناريو مرسوم ومتفق عليه لمواجهة اعلان الحريري استقالته من الرياض. ويوضح المرجع ان هذا السيناريو بدأ نهار اعلان الحريري استقالته فكانت المرحلة الاولى هي في استيعاب الصدمة والتعامل معها وامتصاص ردة فعل الشارع وتنبه ​القوى الامنية​ والجيش والاستعداد لاي مخطط لتفجير الشارع سنياً وشيعياً. ويلمح الى ان احد الاجهزة الامنية قبض على مجموعة كانت مدفوعة للتخريب في ​طرابلس​ وكذلك في بيروت قُبض على مجموعة من الاشخاص.

المرحلة الثانية وفق المرجع هي في تنسيق المواقف بين الرئيسين عون و​نبيه بري​ والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفضح الجريمة السعودية وتثبيت الاعتقال الحريري واحتجازه منذ وصولة الى مطار الرياض. بالاضافة الى وعي ديني وسياسي وشعبي وحركة اتصالات مكوكية داخلية ودولية افضت الى تحرير الحريري وعائلته من الاسر والاعتقال الشنيع.

ويشير المرجع الى ان المرحلة الثالثة بدأت مع اعلان الحريري تريثه عن اعلان موقف صريح فإما تثبيت الاستقالة وإما العودة عنها فاعتمد على صيغة "لفظية" لا تستفز السعودية ولا تستفز ​ايران​ وترك الامر بين "البينين" اي انه عاد عن استقالته من دون ان يعلنها صراحة، كما انه لم يثبت استقالته و"يبرم" ضهره ويمشي وهنا ارضى الرئيسين بري وعون وحزب الله وكل تحالف 8 آذار وايران وكل من يريد الخير والاستقرار ل​لبنان​.

اما المرحلة الرابعة فكانت من خلال الاتفاقات التي سبقت دعوة عون الى مشاورات بعبدا وهي حصيلة مشاورات جرت على ارفع بين عون وبري والحريري ونصرالله والنائب ​وليد جنبلاط​ والنائب ​سليمان فرنجية​ مباشرة وبالواسطة عبر ممثلين عن الجميع وخلصت الى البناء على الاجماع والتضامن مع الحريري والتمسك ببقائه في الحكومة مع بيان "تلطيفي" يمهد لعودة الحكومة الى الانعقاد بعد عودة الرئيس عون من زيارته الى روما حيث ستكون الجلسة مخصصة بغالبيتها بتظهير واعلان الاتفاق الذي تم بلقاءات ثنائية وثلاثية جرت قبل ايام من تشاور بعبدا بعيدا من الاعلام وتم الاتفاق خلالها على جملة ثوابت وكانت محط النقاش بين عون ومن التقاهم امس الاول في بعبدا. ويشير المرجع الى ان لقاءات بعبدا اتت لتشكل مظلة على "رأس الاتفاق" الناضج جانبياً وقبل وصوله الى اروقة لقاءات بعبدا وهو حصيلة تشاور واسع جرى خلال الاسبوع الماضي.

ويؤكد المرجع ان ابرز نقاط هذا البيان انه سيكرس عودة الحريري عن الاستقالة رسمياً وعودة ​مجلس الوزراء​ الى الاجتماع والى تثبيت التسوية وتأكيد ان مهام حزب الله انتهت في ​العراق​ ولا يتدخل في ​اليمن​ ميدانيا، وهو يدعم اليمنيين بالسياسة لا بالعسكر والسلاح ما يؤكد ان النأي بالنفس مطلوب لبنانياً حيث يجب ان يكون اي ان لا يستفز لبناني آخر ويجعله اسير تفكيره وارتباطه السياسي. او ان يكون لحساب دولة او اخرى ومن دون الاخذ بالاعتبار لمصلحة لبنان.

ويقول المرجع ان النأي بالنفس لن يشمل ​سوريا​ والعلاقة معها وحل قضية النازحين و​محاربة الارهاب​ فيها والذي يمكن ان يرتد علينا والى لبنان كما لا يمكن السكون والتغاضي عن الخروقات والاعتداءات الاسسرائيلية المتمادية.