يشهد ​لبنان​ تصعيداً سياسياً نتيجة ضغط سعودي- أميركي- "إسرائيلي" على محور المقاومة في المنطقة، خصوصاً على ​إيران​، كون هذا المحور أسهم بشكل فعال في إفشال مشروع تفتيت المنطقة، إضافة إلى أن إيران تقدّم الدعم للفصائل اليمنية المناوئة للمملكة.

فبعد التقدّم الميداني للجيشين السوري والعراقي، واقترابهما من الإجهاز عسكرياً على تنظيم "داعش"، ذهب الفريق الثلاثي إلى خيار التصعيد السياسي؛ في محاولة لإرباك ​حزب الله​ في الداخل اللبناني، من خلال إثارة الفوضى، ومحاولة تأليب الرأي العام ضده، وقد سبق ذلك إجبار رئيس الحكومة اللبنانية ​سعد الحريري​ على الاستقالة من الرياض، بذريعة أن دور "الحزب" في المنطقة يتهدد بضرب العلاقات اللبنانية - العربية، ويسهم في تعزيز دور إيران على حساب ​الدول العربية​، حسب ما تزعم ​السعودية​ وحلفاؤها، ما يؤشر الى أن المنطقة آيلة إلى مزيد من الأجواء التصعيدية بين المحورين.

كما يعتبر مرجع استراتيجي أن التصعيد المذكور قد يسبق القمة العربية المزمع عقدها في آذار المقبل في الرياض، والتي قد تخرج بمصالحة "عربية - إسرائيلية"، ويلفت إلى أن استبدال مكان انعقاد القمة من دولة ​الإمارات العربية​ إلى السعودية سببه إعلان هذه المصالحة المرتقبة من إحدى كبرى الدول العربية.

ويحذر المرجع من إثارة الفوضى في البلد، وقد تتولى ذلك بعض الجهات اللبنانية المرتبطة بالمملكة، ويلاقيها في منتصف الطريق بعض المتطرفين من ​النازحين السوريين​ واللاجئين الفلسطنيين، لإشغال الجيش، وثنيه عن التنسيق مع المقاومة، ويسعى المحور السعودي - الأميركي من وراء ذلكلتحقيق أربعة أهداف في آن واحد: محاولة عزل حزب الله في الداخل اللبناني، والضغط عليه لسحب جزء من قواته من سورية وإبعاده عن ميادينها، بطلب أميركي، كذلك استهداف عهد الرئيس العماد ​ميشال عون​ حليف المقاومة، والتمهيد لشنّ عدوان "إسرائيلي" على لبنان، وسط أجواء من الفوضى.

"ما يدفعنا الى هذا التحليل"، يتابع المرجع، "قيام بعض الأطراف اللبنانيين المنضوين في حلف الرابع عشر من آذار بتبرير أسباب احتجاز السعودية لرئيس الحكومة المقال سعودياً" سعد الحريري، وإجباره على الاستقالة في الرياض، والانقلاب والتحريض عليه، كـ"القوات اللبنانية" واللواء ​أشرف ريفي​، أي إن "الأوضاع في لبنان والمنطقة آيلة نحو التصعيد".

في الوقت عينه، يقلل المرجع من احتمال ضربة "إسرائيلية" للبنان في المدى المنظور، أو الانخراط في مغامرة سعودية تستهدف لبنان، خصوصاً بعد إخفاقها في التعاطي في الملف اللبناني، وتعثّرها في اليمن وسورية والعراق، ما دفع "الإسرائيلي" إلى الشك بقدرتها.

ويختم المرجع بالقول: "لا يعوَّل على دور إيجابي سعودي في المنطقة وسط هذه الأجواء التصعيدية، والاتفاقات الدولية، خصوصاً الاتفاق الأميركي- الروسي خلال قمة أبيك في فيتنام بين الرئيسين ترامب وبوتين لحل ​الأزمة السورية​، وهذا الاتفاق يتطلب وقتاً لترجمته على أرض الوقع، إذ يحاول كل طرف شريك في الأزمة تعزيز حضوره" في الوقت الراهن، قبل نضوج التسوية المرجوَّة.

حسان الحسن-