أشار وزير الاعلام ​ملحم الرياشي​ خلال رعايته "اللقاء العربي - الدانماركي" بعنوان "من أجل تفاهم أفضل بين أهل الأديان.. تفعيل الحوار لمنع التطرف العنيف" إلى انه يوجد تعميم وحالة خطأ أن الطوائف والاديان هي وبال على المجتمع وأن المؤمنين هم منبع الشرور في المجتمعات وهم اصل العنف أو التطرف العنيف وان التطرف يأتي من الدين ولا يأتي من الانسان، وأن أصل العنف هو الدين، وهذا خطأ فإن أصل العنف هو الانسان، والأسباب الكامنة وراء العنف هي في عدم وجود تطرف ايجابي مثل المؤمنين ولدى الذين يملكون ايمانا حقيقيا بعقائدهم وقناعاتهم، فهؤلاء متطرفون أيضا ولكن تطرفهم ايجابي، وهذا التطرف هو الذي ينقذ المجتمعات. وكما قال يسوع يوما: "لا تكونوا فاترين فأتقيؤكم". وأضاف: "أنا ملحم الرياشي انسان متطرف بإيماني الى حدود شجاعة المحبة، متطرف الى حدود الايمان بالحوار بشكل دائم حتى في لحظات الاخفاق في الحوار. كنت متطرفا بالاستمرار والمتابعة، متطرفا أن النجاح سيأتي يوما لأني لست الا ساعدا من سواعد الله على الارض، وأعمل على هذا الاساس. ان التطرف في الايمان يعلم التواضع، يعلم المحبة، يعلم الشجاعة، يعلم الاعتراف بالآخر المختلف كيفما اختلف هذا الآخر، وكيفما كان هذا الآخر".

وأضاف "أنا اعرف اناسا مسيحيين ومسلمين جاهدوا كثيرا من أجل أخذ بعض الداعشيين الى إيمان آخر، وهذا تطرف ولكن بالمعنى المحب وليس بالمعنى العنيف. هناك عنف وهناك تطرف إيماني قوي، فكل الموجودين بيننا الآن هم متطرفون ولكن متطرفون بالايمان والمحبة والقناعة العميقة، والبعد الحقيقي لايمانهم أن الايمان هو التواصل والاتصال بالآخر، مثلما نقول كلمة صلاة، ولا مرة جرب أحدنا تفسير كلمة صلاة، من معنى التواصل بين الله والانسان، فالتواصل بين الله والانسان كما قال يسوع يوما: "كيف لكم أن تتصلوا بالله وتحبوا الله وأنتم تكرهون الذي ترونه والله لا ترونه؟" هذا هو التطرف وأنا أطلب تعديل عنوان المحاضرة وفصل كلمة التطرف عن العنف لأننا نحن أيضا متطرفون ولكن متطرفون بشجاعة القوة وقوة المحبة والايمان بمستقبل مشترك بين مختلفين في الافكار وليسوا مختلفين كبشر. نحن كلنا بشر، شاء الله أن نكون مختلفين بالأفكار ولكن الله شاء أن نكون في أرض واحدة، فالمؤمن يعرف انه لم يولد يوما مؤمنا صدفة، فالانسان لا يولد صدفة حيث يولد، ونحن لم نولد في لبنان صدفة ولا في هذا المتوسط صدفة. ولدنا هنا لأن الله شاء أن نولد هنا من اجل رسالة محددة في الزمان والمكان. والمشكلة فينا نحن وليست في الله ولا في الايمان". وقال: "الايمان الفردي بين الانسان والله هو حرية كل انسان، والعلاقة العمودية هذه لا يستطيع أحد منا أن يعرف عن الآخر أي شيء ويكشف نواياه، فالله وحده يعرف النوايا وهو خبير في النيات، ولكن ربما كجماعات مؤمنة فشلنا في التعرف على بعضنا البعض وفشلنا في نقل الرسالة من الآخر الى الآخر، ولكن الامور لم تنته بعد، ما زلنا موجودين هنا وما زلنا مع بعضنا هنا، ويجب أن نتعلم من الدروس الماضية كيف نبني مستقبلا أفضل للأجيال الآتية، مستقبلا للحوار، مستقبلا للتواصل، مستقبلا للايمان بحق الآخر في الاختلاف وحق هذا الآخر أن يكون مختلفا ونكون أنا وهو معا من اجل الأفضل".

واعتبر الرياشي ان "هناك شيطنة للاسلام في العالم، هناك محاولة لأبلسة ​الاسلام​ في العالم اليوم، وهذا التصحيح ليس مسؤولية المسلمين وحدهم في لبنان، هذا مسؤولية لبنان أولا لأن هذا الوطن هو نموذج ورسالة كما يقول يوحنا بولس الثاني، هو مسؤولية المسيحيين اللبنانيين أيضا لأنهم يعرفون اخوتهم المسلمين ويعيشون معهم، ويقولون هؤلاء المسلمون هم مثلنا، هم كذا وكذا... بكل شجاعة. لأن الدفاع عن الحياة معا تحتاج الى هذا التطرف وهذه الشجاعة في مقاومة أي عنف من أي نوع كان". وقال: "حين كلفت بمهمة وشرف ادارة وزارة الاعلام الحالية، أخذت على عاتقي أن أغير هيكلية وزارة الاعلام لتصبح وزارة للحوار والتواصل لأن الوزارة هي وزارة نخبوية وليست خدماتية، هي وزارة سياسية وليست وزارة خدمات، وهي في الوقت عينه تتمتع وتمتلك الطاقات والخبرات لبنية تحتية كاملة وجاهزة لتستقبل أي حوار بين أي مختلفين سواء كانا من أديان مختلفة أو من بلاد مختلفة أو أي شيء آخر. فليس أفضل من لبنان، وليس أفضل من بيروت، لا جنيف ولا الاستانة ولا أي عاصمة في العالم افضل من بيروت لترعى هذا الحوار لأن بيروت تعلم المعنى الحقيقي للعيش معا وللحياة معا. لاجل وزارة التواصل والحوار وان شاء تبصر هيكليتها النور قريبا وترسل الى ​مجلس الوزراء​ نعمل معا".