أشار وزير الخارجية الايطالي انجيلينو الفانو إلى أنه "إذا ألقينا نظرة الى كوكب الارض ومحيطاته لوجدنا ان البحر الابيض المتوسط مجرّد بحيرة صغيرة لا تتعدى 1% من حجم الارض، إلا ان مصائر العالم تحاك في هذه المنطقة التي فيها يتقرر كذلك مصير السلام والامن الدوليين".

وفي كلمة له خلال افتتاح مؤتمر "حوارات المتوسط 2017 MED"، أوضح ألفانو أنه "في الوقت الحالي يشهد ​البحر المتوسط​ نزيف دماء في ​سوريا​ ومستقبلاً غامضاً في ​ليبيا​ وتوترات في ​لبنان​ و​الخليج​ إضافة الى الوضع الهش في ​العراق​ ودول ​البلقان​"، لافتاً الى أنه "إنطلاقاً من هنا لا بد من العمل على تدعيم اسس الحوار في المتوسط"، مشيراً الى أن "هذا هو الخيار الاستراتيجي ل​ايطاليا​".

وأشار ألفانو الى المراحل التي لعبتها الدبلوماسية الايطالية بهدف وضع اسس لحوار بنّاء بين مختلف الافرقاء، موضحاً ان "ذلك قائم على عدم التنازل عن القيم إضافة الى عدم الاغراق في الديماغوجية وتفادي الاغراق في مختلف الامور التي تغذي الاحقاد".

وعن ازمة اللاجئين السوريين، أشار الى ان "الامر يتطلب لمعالجتها الحفاظ على قاعدتي التضامن والسلام تحت شعار"إنقاذ شرف ​اوروبا​" كما اعلن ذلك رئيس المفوضية الاوروبية يونكر. مؤكداً أنه "من الواجب علينا أن نعمل معاً على تفادي حصول اعتداءات ارهابية مدانة، كتلك التي حصلت اخيراً داخل جامع الروضة في مصر. وعلينا كذلك ان نعمل بسرعة على تحقيق حلول طويلة الامد لأزمة ​الارهاب​ ونحن مدركون في الوقت عينه ان ظاهرته كمختلف الظواهر لها بداية وحقبات نموّ، إلا أن لها نهاية حتمية. من هنا علينا على سبيل المثال أن نضاعف من المساهمة الدولية في ​محاربة داعش​ خصوصاً بعد النجاحات التي احرزت على هذا الصعيد في كل من العراق وسوريا، إلا أن هذا لا يكفي ويبقى الكثير من العمل على الامد الطويل على الصعيد السياسي من خلال بناء شراكة بين شمال المتوسط وجنوبه إضافة الى الاستثمار الاستراتيجي في تربية وتثقيف الشبيبة".

وأشار ألفانو الى ان "ما من أحد في المتوسط او غيره يحمل بيده عصاً سحرية لمعالجة المشكلات والازمات المعاصرة"، مؤكداً ان "الحلول العسكرية ادت الى قيادة الشعوب الى مهالك تساعد في التدمير اكثر فأكثر".

وشدد على أنه "أمامنا نموذجين في كل من سوريا وليبيا، وأن موقف ايطاليا واوروبا يبقى في دعم المسيرة السياسية للحل وفق ما اطلقته ​الامم المتحدة​".

ورأى ألفانو أن "القواسم المشتركة لبناء السلام والامن في دول المتوسط التي تجمع كل من اوروبا و​افريقيا​ واسيا تبقى هائلة وشاملة، إلا أنها بالنسبة الينا خلاصة آمال للأجيال المقبلة".