تحدّثت مصادر سياسية مواكبة لعملية التسوية التي هي قيد الإعداد من قبل كبار المسؤولين في ​الدولة اللبنانية​، بدءًا من رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، مرورا برئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​، وصولا الى رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، عن وجود تكتم تام من قبل هؤلاء حول الصيغة النهائية التي تردد ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة الاسبوع القادم لإقرارها، تمهيدا لانطلاق عمل المؤسسات من جديد، وبالتحديد جلسات الحكومة لمتابعة الملفات الضرورية وفي مقدمها موازنة عام 2018 .

ولاحظت المصادر ان الرئيس عون في اجواء عودة رئيس الحكومة عن استقالته، وان الحريري يردد اجواء التفاؤل ذاتها، لكن يربطها بنتائج المشاورات التي تلت اللقاء التشاوري الذي أجراه رئيس الجمهوريّة يوم الاثنين الماضي والذي توج بلقاء ثلاثي بين عون وبري والحريري، ونصح في نهايته الرئيس قائلا "تفاءلوا بالخير تجدوه".

واضافت المصادر انه مقابل أجواء التفاؤل لدى اصحاب القرار النهائي هناك قوى مسيحيّة على علاقة وثيقة بالمملكة العربية ​السعودية​ وهي ​حزب الكتائب​ برئاسة النائب سامي الجميل، الذي زار الرياض مؤخرا، رافضة لهذه الأجواء، محذرة من الاستمرار في التسويات التي يحافظ برأيها ​حزب الله​ على كل مكتسباته، وقد عبر رئيس حزب الكتائب سامي الجميل مؤخّرًا من بكركي عن ذلك، بعد لقائه ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ .

وهناك ايضا مواقف مماثلة للنائب السابق ​فارس سعيد​ الذي زار السعودية ايضا وعلاقاته بوزير الدولة لشؤون الخليج ​ثامر السبهان​ جيدة.

اما بالنسبة للقوات اللبنانية فالأمور ما زالت مشوّشة بسبب العلاقات الملتبسة مع التيار الأزرق، والتي استبعدت حسب المصادر عن اجواء التسوية التي هي على مشارف الإنجاز، اضافة الى الأنباء التي ترددت عن دور رئيس حزب ​القوات اللبنانية​ سمير جعجع بالانقلاب على سعد الحريري، ودوره في تحريض كبار المسؤولين عليه ناصحا باستبداله، وان عدم التواصل بين الحريري وجعجع حتى الان مؤشر الى وجود سوء تفاهم لم تعرف تفاصيله والى اين سيؤدي بالعلاقات بين الرجلين .

وهناك ايضا في الصف المسلم اللواء ​اشرف ريفي​ الذي له علاقات ايضا بالمملكة، والذي يعتبر ان الحريري أضاع فرصة ثمينة بقبوله التريّث وربما العودة عن الاستقالة.

اضافة الى كل هذه المعطيات تملك المصادر معلومات غير مؤكدة انه خلال وجود الحريري في السعودية وفي بداية الازمة، حصل لقاء بين شخصيّة رفيعة المستوى من التيار الأزرق والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اضافة الى لقاءات بين بعض أركان التيار المذكور وبعض نواب كتلة الوفاء للمقاومة، أكد خلالها حزب الله وقوفه الى جانب الحريري الذي تبلّغ من أنصاره مرونة من قبل حزب الله تجاه مطالبه الداعية الى النأي بالنفس.

وتميل المصادر الى الاعتقاد ان التسوية قائمة وان الحريري سيعود عن استقالته، وان القوى المعارضة لن تؤثّر على المسار الذي سيدفع الحكومة الى الانطلاق مجددا، مشيرة الى ان هذه القوى انطلقت في مواقفها من اعتبارات انتخابية على امل استغلالها في الانتخابات النيابية المقبلة، وان القوات اللبنانية ستحاول وضع العصي في الدواليب من داخل الحكومة، وان نجاحها او فشلها في تحقيق أهداف محددة يتوقف على ردة فعل رئيس الحكومة سعد الحريري حيال هكذا تصرف خصوصًا وانه لم يكن مرتاحا من تصرفات القوات قبل الاستقالة حيال عدد من الملفات .

وخلصت المصادر الى الاعتقاد بأن هذه المعارضة من دون انضمام التيار الأزرق وزعيمه سعد الحريري اليها، تبقى قنابل صوتية لا تقدم ولا تؤخر في اتفاق الأقوياء أي رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة والامين العام لحزب الله، اذا ما صحّت توقعات المتفائلين بالوصول الى حلٍّ للازمة الحكومية خلال المقبل من الايام.