شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب ​سمير الجسر​ في كلمة له خلال حفل تخريج الهيئة الاستشارية للتخطيط والانماء بالتعاون مع قطاع الشباب في تيار "المستقبل" ​طرابلس​، 50 متدربا خضعوا لدورة "أساسيات التخطيط الاستراتيجي"، على "أهمية دورات التدريب التي "تساعد على استخدام العلم وايصاله الى الآخرين، وكذلك ​مهارات​ الاتصال التي لها لزوم في كل ضروب الحياة، وفي مجال العمل أو طلبه".

ولفت الى أن "دورة التخطيط الاستراتيجي على أيدي مدربين، مهمة على صعيد مراحل الاعداد والتطبيق وصولا الى مرحلة الرقابة والتقييم، والتي تهدف الى التأكد من صحة التفكير ودقة التخطيط وكفاءة التنفيذ وكذلك التقييم الذي لا يقوم بدون قياس"، مؤكداً انه "لم يعد من الممكن التعاطي بكل الامور السياسية وغيرها من الامور الخدماتية والتجارية والصناعية بالعفوية التي كانت تعالج بها في السابق".

وأشار إلى ان "سر نجاح المؤسسات صغيرة كانت أم كبيرة، يكمن في التخطيط الاستراتيجي، وهذا سر الامم المتقدمة التي تعتمد التخطيط الاستراتيجي في كل شيء، وهو الذي لا بد من اعتماده في الدولة سواء في المسائل السياسية أو غيرها" ورأى أن "أحد المناخات الضرورية لأي تخطيط سواء المشاريع العامة أو الخاصة هو الاستقرار السياسي".

وأضاف أن "ال​لبنان​يين شعروا خلال الشهرين الماضيين بموجة الخوف التي اجتاحت لبنان، وانتابتهم نتيجة التخوف من جو الشائعات التي أحاطت بالبلد، منذرة بالحرب على لبنان وحرب أهلية وحصار مالي واقتصادي، الامر الذي أوصل الى الازمة السياسية، ما هدد الاستقرار وكاد أن يودي بكل تخطيط بناء"، مشيراً إلى أنه "كاد عباقرة السياسة، ولاهداف صغرى وأنانية، أن يدفعوا البلد الى جو صدام داخلي ومع المحيط مع عمقه العربي، وخاضوا في الاجتهادات الدستورية بهدف ابعاد رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ عن الحكم، بعد ما كادوا من دسائس وافتراءات، لكن الله حفظ لبنان، والتضامن السياسي الذي أبدته القوى السياسية على مختلف مشاربها وحكمة القيادات السياسية أبعدت الكأس المرة عن لبنان، ومكنت القيادات من استعادة المبادرة وتغليب المصلحة المتمثلة ب​سياسة النأي بالنفس​ عن صراعات المنطقة".

وتابع الجسر "لقد كشفت الازمة من خلال الشدة التي أظهرتها العقول السياسية في لبنان، بالتمسك بالحريري كعامل استقرار للبنان بل كعنوان للاستقرار فيه، نتيجة نهجه الحكيم بالتعاطي مع الامور بواقعية سياسية تدرك خلل التوازنات السياسية في لبنان، بقدر ما تدرك الخلل الحاصل في التوازنات السياسية في المنطقة وتداعياتها على لبنان، دون ان تفرط بالثوابت الاساسية، واستعاد بالتالي لبنان، بعودة الحريري، استقراره بعد أن أبعد شبح المخاوف عن الوطن، وعاد المناخ السياسي صالحا لكل تخطيط ولكل عمل جاد. وهنا أتذكر قول رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ لا يصح الا الصحيح".