رأى وزير الدفاع ​يعقوب الصراف​ انه "لو أن لبنان كله في المعركة الماضية اراد حفظ ماء وجهه لطار البلد، كل البلد، ولطارت ​الحكومة​ وطار مستقبل أولادنا، ولكن بوجود رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لم يحدث أي تردد او إرباك لا لدى الرئيس المسيحي ولا لدى اهل السنة والشيعة والدروز والموارنة والروم، وفعلا إذا لاحظتم ان الأزمة آنذاك حصلت يوم السبت على أساس أن الأحد عطلة وان الناس ستنزل الإثنين إلى الشارع دون ان يتمكن احد من ضبضبة هذا الشارع". وأضاف: "لكنهم لم يعرفوا ان لدينا رئيسا للجمهورية كلما تلبدت الغيوم بإمكانه أن يرى أبعد، وكان إلى جانبه دولة الرئيس ​نبيه بري​ الذي كان موقفه أكثر من ممتاز، وتبين للشعب اللبناني أنه في الأزمات يتعامل أكثر من الإحتفالات، وقد أنعم الله علينا وبدون حساب بهذه الوحدة بين الجميع، ولأول مرة في تاريخ لبنان يقف الكل وأيديهم مع بعضهم البعض في موقف يرفع الرأس ولم يكن أحد، لا اميركا ولا الروس ولا الفرنسيين ولا ​الفاتيكان​ ولا الإيرانيين ولا السعوديين أيضا عندهم اي خبر بما حدث، وفي منتصف الطريق توقفت العملية وإنتصر لبنان، فما هو الدرس الذي حصلنا عليه؟ الدرس هو أنه لو إجتمعوا جميعا علينا ونحن متفقون، ووضعنا جانبا مقولة أنا مسيحي او أنا مسلم وأنت ماروني او انت روم لا انت شيعي أو أنت غني أو فقير إلى آخره، عندما نلتقي مع بعضنا البعض حتما نحن سنربح، وبالنتيجة سنربح لأنه ليس لدينا غير لبنان، وأنا بالنسبة لي لا أترك ​طرابلس​ ولو أعطوني سويسرا كلها".

وخلال تكريمه من قبل مركز الإنعام الثقافي في طرابلس، أشار إلى ان "طرابلس المدينة الوحيدة في العالم إذا تركتها عشرين سنة أعود وأجد كل المحلات وكل الأماكن التي اعرفها وما زلت إلى اليوم اذكر أصحاب محلات بيع الحلويات في المدينة القديمة التي فيها البركة والخير، وانا سعيد جدا ان طرابلس اليوم تكرمني". ورأى انه "لو لم يقف لبنان كله يدا واحدة لكان حاليا في حالة ندب ولكنا اليوم نعزي بعضنا البعض، في حرب أصعب من الحرب العالمية، هذا لا يعني ان العاصفة انتهت، ولكن التجربة التي تعلمناها في العاصفة الأولى كانت الأساس".

وقال: "مضى علينا عشرة اشهر في ​مجلس الوزراء​ والبعض الذي فكر ان هذه الحكومة لم تعمل وتمنوا لو ان هذه الحكومة قد طارت من قبل، هناك " شوية غلط" هذه الحكومة أقرت ​سلسلة الرتب والرواتب​، وأقرت قانون جديد للانتخاب، ولم يعد السوري يفرض ولم يعد بإمكان المصري يفرض، او الإيراني او الأميركي او الفرنسي يفرض، هذه هي المرة الأولى ومنذ العام 1943 لبنان هو الذي يفرض"، معتبرا ان "انزه وأحق إنتخابات هي الآتية لأنه تم إقرار القانون الإنتخابي في ​المجلس النيابي​، واقرت ​الموازنة​، واصبح بالإمكان عدم دفع المال لإقرار هذا المشروع أو ذاك في هذه المنطقة ام تلك، لأن هناك موازنة قد أقرت وتقرر فيها حصة كافة المناطق وكافة الوزارات وكافة المشاريع، ولم يعد هناك مجال بأن تنقطع الكهرباء كلما تخانقنا مع بعضنا البعض".

وشدد على انه "نحن لا نترك عسكرنا، والعسكري الذي يمرض او يصاب وإذا لم يكن هناك مستشفى حكومي او مستشفى عسكري وإذا لم يكن هناك مستشفى خاص وإذا لم يكن هناك طبيب متخصص، ​الجيش اللبناني​ يرسل العسكري إلى باريس ولندن، ونحن عالجنا هذا العام 260 عسكريا مريضا في الخارج، وكوزير للدفاع زرت القطاعات العسكرية، منها اربع زيارات إلى مواقع في عرسال، ولم نذهب إلى جزيرة الأرانب لصيد السمك، وعقدت 14 إجتماعا مع رجال الدين ووقعنا 7 إتفاقيات مع دول قبرص، اليونان، تركيا، رومانيا، روسيا، فرنسا، المغرب، ووقعنا 21 إتفاقية مع مؤسسات دولية وجامعات وتقدمت ب 21 مشروع قانون، وقمت بتحويل 132 عسكريا خلال عشرة أشهر للمحكمة العسكرية، فكل من يخطىء يحال إلى المحكمة عسكريا كان أو ضابطا، وانا يحق لي التحويل إلى لجنة تحقيق إذا لم يكن هناك من جرم او إدعاء وقمت بتحويل 234 عسكريا على لجنة التحقيق، وفي تاريخ لبنان المعاصر لم يتم تحويل ضابط على لجنة تحقيق، وانا قمت بتحويل ضابطين على التحقيق".