اشار مصادر وزارية لصحيفة "الحياة" إلى أنه "من المنتظر أن يحمل مؤتمر باريس4 نتائج إيجابية وملموسة تدفع في اتجاه توفير الدعم ل​لبنان​ لإعادة تأهيل البنى التحتية"، مؤكدة أن "عودة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ إلى بيروت ستعيد تنشيط الاتصالات بينه وبين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ الثاثة والأطراف الأساسية المعنية بالتوصل إلى صيغة عملية للنأي بالنفس"، مؤكدة أن " لبري دوراً في إيجاد المخارج للصيغة المطروحة في هذا الإطار والتي ستحظى بإجماع القوى السياسية.".

ولفتت المصادر إلى ان "استجابة الحريري لرغبة عون في التريث بتقديم استقالته يجب أن تترجم بإجماع الأطراف السياسية على دعم الصيغة التي تحقق عملياً النأي بلبنان عن ​الحرائق​ المشتعلة من حوله من جهة وتمهد لإعادة تصويب لبنان مسار علاقاته العربية، وخصوصاً تلك المتعلقة بدول ​الخليج العربي​ من جهة أخرى"، لافتة الى ان "هناك مشكلة أخذت تتفاعل سلباً بين لبنان وعدد من الدول في الخليج العربي وعلى رأسها ​السعودية​"، مؤكدة أن "لا مصلحة للبنان في الدخول في اشتباك سياسي مع هذه الدول، لما يترتب عليه من أضرار اقتصادية"، متسائلة:"ما المصلحة من قول البعض إن في مقدور لبنان البحث عن أسواق بديلة لتصريف منتجاته الزراعية والصناعية أو لإيجاد أسواق عمل لمئات الألوف من اللبنانيين الذين تستضيفهم دول الخليج العربي؟"، مشيرة الى ان "هذه الدعوات الحماسية لا تخدم ​الاقتصاد اللبناني​ ولا تؤمن الأسواق البديلة، وهي أشبه بالهروب إلى الأمام. وتؤكد أن تأمين الظروف الموضوعية لعودة الحريري عن استقالته لن يكون باتباع سياسة المكابرة أو المزايدات الشعبوية، وأن على من تضامن مع الحريري في تريثه، أن يتصرف بواقعية بعيداً من الارتجال أو تهبيط الحيطان".

ورات المصادر إن "من يراهن على أن دعمه الحريري يمكّنه من أن يمون عليه في تسعير حملته على بعض ​الدول العربية​، سيكتشف أنه أخطأ في العنوان، وأن رئيس الحكومة باقٍ على موقفه وينشد التفاهم مع هذه الدول، وأنه بالتالي يتوخى التأسيس لمرحلة جديدة عنوانها أنه آن الأوان لإعادة تنقية العلاقة بها من الشوائب التي أصابتها بسبب الانقلاب على النأي بالنفس".