وتدهورت العلاقة بوتيرة أكثر من متوقعة بين ​القوات اللبنانية​ و​التيار الوطني الحر​ لدرجة أصبح فيها الفريقان يطرحان، ومن دون أي تردد، السؤال التالي: هل سيكمل تفاهم معراب أم أن أفقه السياسي بات مسدوداً؟.

على رغم الإنتقادات القواتية لآداء وزراء التيار في الحكومة وعلى رأسهم وزير الطاقة ​سيزار أبي خليل​، وما نتج عن هذه السجالات من ردود فعل وتصدعات على صعيد العلاقة، "فالشعرة التي قسمت ظهر البعير بين الفريقين" تقول المصادر المتابعة، "هي طريقة تعاطي القوات وعلى رأسها ​سمير جعجع​ مع أزمة إستقالة ​سعد الحريري​ الملتبسة في حينها من المملكة العربية ​السعودية​، وكيف أن رئيس القوات تبنّى الموقف السعودي مئة في المئة، مغرّداً خارج سرب التوافق اللبناني الجامع الذي شكّل العمود الفقري للمواجهة في معركة إستعادة الحريري من مكان إحتجازه في المملكة". وفي تفسير أوضح لهذا النهج القواتي المستغرب، تروي مصادر مقربة من التيار الوطني الحر، أن " مشكلة الحريري مع جعجع كانت ومنذ العام 2005، أنه يريد جرّه دائماً الى الحرب مع ​حزب الله​. حرب لم يكن الحريري يريدها يوماً وتثبتت قناعته هذه أكثر فأكثر بعد يوم السابع من أيار الشهير الذي سقطت فيه بيروت خلال وقت قصير لصالح مقاتلي حزب الله و​حركة أمل​".

ما كشف للعونيين أكثر فأكثر ركوب جعجع المخطط السعودي، هو ما سمعه وزير الخارجية ​جبران باسيل​ من المسؤولين الأجانب خلال جولته المكوكية على 8 دول أوروبية، وفيه كلام منقول عن وزير الدولة السعودي لشؤون ​الخليج​ ​ثامر السبهان​، يردّد فيه أن إتكاله الأول في أي مواجهة محتملة مع حزب الله في لبنان، هو على رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي وعده بأنه على جهوزية تامة للمواجهة".

هذا التطور السلبي على صعيد العلاقة بين التيار والقوات، تكشف المعلومات أنه "سيجعل قيادة التيار تتصدّى لأي إنتقاد قواتي سيوجّه الى وزرائها في الحكومة بعد اليوم، بطريقة مختلفة تماماً عما كان يحصل سابقاً، أي بعيداً كل البعد عن منطق التهدئة والمسايرة، وقد تشهد جلسات مجلس الوزراء المرتقبة بدءاً من هذا الأسبوع، سجالات عنيفة بين وزراء الفريقين فيما لو إستمرت القوّات بتوجيه إنتقاداتها لوزراء التيار بهدف تسجيل النقاط الإنتخابية فقط، وبعيداً كل البعد عن أي معطيات ملموسة"، وسيتكل التيار هذه المرة على دعم إستثنائي سيلقاه من رئيس الحكومة سعد الحريري الذي لا يقلّ غضبه على القوّات عن غضب التيار عليها، وذلك إنطلاقاً من معادلة تردّدها قيادات التيار الأزرق مفادها، "أهكذا تردون جميل وقوف الشيخ سعد الى جانبكم من قانون العفو الذي أخرج جعجع من السجن وحتى اليوم"؟.

إذاً تفاهم معراب بأسوأ أحواله، والأنظار متجهة الى شكل المواجهة العونية-القواتية المرتقبة خصوصاً أن ​الإنتخابات النيابية​ أصبحت على الأبواب، وفي زمن الإنتخابات عادةً تتصاعد نبرة الإنتقاد بين المتنافسين لتصل الى ذروتها، فكيف إذا كان هذا التنافس بين الخصمين التاريخيين، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟.