اعتبر القيادي في تيار "المستقبل" ​مصطفى علوش​ أنّه "كان لا بد من الناحية الشكلية اعادة التأكيد على التزام ​الحكومة اللبنانية​ ب​سياسة النأي بالنفس​ وبكل ما ورد بالقرارات التي تلاها رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بعد جلسة مجلس الوزراء يوم أمس"، لافتا الى انّه "ومن الناحية العملية، لا شيء يضمن التزام ​حزب الله​ اليوم بما لم يلتزم به بالسابق من بيانات واتفاقات وقّع عليها بخصوص الحياد وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى"، ورد ذلك لالتزام الحزب بقرارات الولي الفقيه وأجندة الحرس الثوري ال​ايران​ي.

وأشار علوش في حديث لـ"النشرة" الى ان "الحريري وبعودته عن الاستقالة في الظروف الراهنة، أراد ضمان بعض الاستقرار للبنان وان كان شكليا خصوصا واننا رأينا مؤخرا تداعيات هذه الاستقالة وبخاصة على الوضعين المالي والاقتصادي". واضاف: "هو أراد وبقراره الأخير رفع المسؤولية عن كاهله".

الأزمة ستتجدد

ورجّح علوش تجدّد الأزمة السياسية، معتبرا انّ من غير الممكن تحديد الزمن في المدى المنظور أو البعيد، مشددا على ان "الكرة اليوم في ملعب حزب الله وان كنا ندرك تماما ان قراره مرتبط بالولي الفقيه".

وردا على سؤال عن الحراك الفرنسي باتجاه ايران والذي واكب الحراك اللبناني الداخلي وعن احتمال تركه لآثار ايجابية لجهة تحصين التفاهم الجديد، قال علوش: "السلوك الايراني لا يُظهر وجود نية بتغيير السياسة المستمرة منذ العام 1979"، لافتا الى انّه "وبالعكس فان وتيرة تنفيذ المشروع الايراني ومشروع الولي الفقيه متسارعة لا سيّما وان الحرس الثوري اقر بوجود 200 الف عنصر غير ايراني يعملون معه، كما ان التكلفة التي يتكبدها غير كبيرة".

لبنان-​السعودية

واعتبر علوش انّه قد لا يكون من المناسب في اللحظة الراهنة محاولة الدولة اللبنانية رأب الصدع مع المملكة العربية السعودية، لافتا الى ان "الأزمة حامية حاليًّا، ونحن بحاجة لمزيد من الوقت لتبيان ما اذا كانت مفاعيل اعادة ترميم ​التسوية الرئاسية​ جدية". واضاف: "فريق رئيس الجمهورية اللبنانية ذهب بعيدا بالتعاطي مع المملكة في الازمة الاخيرة وبالتالي الامور تحتاج مزيدا من الوقت لتتضح".

ورأى علوش ان "اولوية الحكومة بالنسبة للمواطنين يجب ان تكون العمل على الامور الحياتية والمعيشية، باعتبار ان الانتخابات لا تعنيهم كثيرا في ظل الضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها".

أزمة المستقبل-القوات

وتناول علوش موضوع علاقة المستقبل–القوات، فأقرّ بوجود أزمة بين الفريقين، مشددا على ان انكار الموضوع لم يعد ينفع في حال كنا نسعى حقيقة لحلها.

ورأى علوش انّه عليهما التلاقي لاتمام تفاهمات جديدة على ضوء المستجدات الأخيرة.