استقبل رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب ​أسعد حردان​ في مكتبه، رئيس ​حزب الوفاق الوطني​ ​بلال تقي الدين​ وبحث معه الأوضاع العامة والمستجدّات.

وأكد حردان، خلال اللقاء، "أهمية صون وحدة ​لبنان​ واللبنانيين وحماية السلم الأهلي، ومواجهة كل المحاولات التي تعرّض أمن البلد واستقراره للخطر"، لافتاً إلى أن "تجاوز قطوع الأزمة التي مر بها لبنان مؤخراً، إنجاز وطني يصب في صالح تعزيز التماسك الداخلي وتحصين القرار الوطني، وهذا ما يجب ​البناء​ عليه لمواجهة أي تحدّ يواجه لبنان".

وشدد على أن "لبنان معني بالحفاظ على عناصر قوته التي فرضت معادلة ردع بمواجهة العدو الصهيوني وبمواجهة الارهاب بكل أشكاله"، معتبراً انه "لولا عناصر هذه القوة، المتمثلة بمعادلة ​الجيش​ والشعب والمقاومة، لكان لبنان اليوم، خاضعاً للهيمنة والغطرسة العدوانية ولكل أشكال الابتزاز السياسي والارتهان في الموقف".

كما ذكر حردان بـ"الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحت ​الاحتلال الاسرائيلي​"، داعياً إلى "تحشيد الطاقات لإنجاز التحرير الكامل، ولمنع العدو من انتهاك سيادة لبنان واستخدام طائراته الأجواء اللبنانية لشنّ عمليات عدوانية ضد ​سوريا​".

وأوضح أن "لبنان معني بأن يقيم أفضل العلاقات مع محيطه القومي وتحديداً سوريا، إنفاذاً لما تنص عليه الاتفاقات والمعاهدات المشتركة، وأن تبادر الحكومة اللبنانية إلى معالجة الملفات الأساسية مع نظيرتها السورية لا سيما قضية النازحين التي يقول لبنان إنها تشكل اعباء عليه"، لافتاً الى أن "هناك تحديات اقتصادية تواجه لبنان، والمطلوب معالجات سريعة ومجدية للحد من التداعيات التي تفاقم الأزمات الحياتية والمعيشية التي يعاني منها السواد الأعظم من اللبنانيين، وتضاعف الأعباء على كاهل المواطنين في ظل أوضاع اقتصادية صعبة ومتردّية".

كما توقف حردان عند "التطور الخطير في ما يتعلق بقرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ نقل السفارة الأميركية الى ​القدس​، مؤكداً أن قراراً كهذا يمثل عدواناً موصوفاً على قضية شعبنا ال​فلسطين​ي العادلة"، موضحاً أنه "يناقض القانون والمواثيق الدولية، وهو تكريس لشريعة الغاب والاحتلال والعدوان، ولذلك نحن أمام حدث خطير وفعل مجنون، يدفع نحو المزيد من الفوضى والجنون على المستويات كلها".

ودعا القوى والحركات الشعبية في الساحات العربية كلها إلى "التحرك رفضاً لهذه المغامرة الأميركية التي تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية"، اضافةً الى دعوة القوى الفلسطينة إلى "التكاتف والتلاحم والوحدة لمواجهة ما يهدد قضية فلسطين وحق شعبنا في العودة والتحرير".

من جهته أكد تقي الدين أن "الالتفاف الشعبي بمكوناته وأطيافه كافة حول الموقف اللبناني، شكّل عامل استقرار على الساحة الداخلية، وترجم بإعادة إطلاق العمل الحكومي"، داعياً الى "تعزيز الحوار بين جميع القوى السياسية لحفظ السلم الأهلي وإرساء الاستقرار الداخلي، لكي نتصدى لمشروع الفتنة الذي كانت تحضّر له بعض الجهات للعبث بالأمن على الساحة اللبنانية ".

واعتبر أن "هناك فريقاً ربح وآخر خسر على مستوى المنطقة، وبات يفترض بالحكومة اللبنانية بشخص رئيسها إعادة النظر مجدداً في التنسيق مع الحكومة السورية، لان ما يحصل على مستوى العلاقة لا يؤسس لصفحة جديدة في العلاقات، بل يعمّق الشرخ ويؤخر إيجاد الحلول للأزمات المشتركة"، مشدداً على أن "القدس ستبقى عاصمة للدولة الفلسطينية، رغماً عن إرادة الإحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية".

كما أوضح تقي الدين أن "التهديدات التي أطلقها ترامب بإعلان القدس عاصمة العدو الإسرائيلي الغاصب، تعبر بوضوح عن انحياز الادارة الاميركية التام للاحتلال الصهيوني، وهو بمثابة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية، ما يحتم على الشارع العربي والانظمة العربية ان يتحرّكا ضد هذه المؤامرة الكبيرة".