رأت صحيفة "الرياض" ان "ردود الفعل الغاضبة التي قوبل بها التوجه الأميركي إزاء ​القدس​ ونية واشنطن نقل سفارتها إليها لا يمكن بأي حال تجاهلها أو التقليل من أهميتها خاصة وأن ​الولايات المتحدة​ كانت ولا تزال الشريك الضامن في أي تسوية بين الفلسطينيين وال​إسرائيل​يين"، لافتة إلى ان "التوجه الخاطئ المتمثل في اعتراف الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل من شأنه زيادة التوتر في المنطقة وينذر بمستقبل مجهول لا يمكن التكهن حتى بملامحه، فالقدس ليست مجرد مدينة بمفهوم الجغرافيا أو محطة عابرة من محطات التاريخ".

ولفتت إلى ان "الموقف القوي للملك سلمان بن عبد العزيز الذي أكد للرئيس دونالد ترامب أن أي إعلان أميركي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة، لم يكن من باب تسجيل موقف بل كان حديثاً مسؤولاً من موقع الملك سلمان زعيم الدولة الرائدة إسلامياً وعربياً والمؤثرة عالمياً، ويقوم على قراءة مستقبلية دقيقة وفق معطيات الحاضر". وأضافت "الملك سلمان أكد خطورة الخطوة التي من شأنها استفزاز مشاعر جميع المسلمين نظراً لما تمثله القدس حاضنة قبلتهم الأولى من قيمة عظيمة، وهو ما يعني انتهاء أي عملية تسوية سلمية للقضية الأهم في ​الشرق الأوسط​ قبل أن تبدأ، إضافة إلى زيادة تعقيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومعها مشاعر الكراهية والاحتقان لدى شعوبها".

وأكدت ان "القدس قيمة إسلامية خالدة ومكانتها الدينية ثابتة في وجدان المسلمين، ولا يمكن لأي عاقل تصور تحويلها إلى ورقة تفاوض أو التضحية بإسلاميتها وعروبتها في أي مباحثات، ومهما كانت الضمانات حول التعايش بين أتباع الأديان على أرضها المباركة فلن تكون أكثر صدقية مما عاشه ​اليهود​ أنفسهم والمسيحيون من تسامح المسلمين الذين حكموها قروناً طويلة ومنحوا أبناءها وسكانها الأمن والسلام".