إستكملت ​المحكمة العسكرية​ برئاسة العميد عبدالله، اليوم، إستجوابها في ملف يتناول أحداث عرسال وعملية ذبح الشهيدين علي السيّد و​عباس مدلج​، والتي يحاكم فيها 23 متهماً بينهم 17 موقوفاً، أبرزهم بلال عمر ميقاتي وعمر أحمد سليم ميقاتي، بالإضافة إلى عبد الرحمن البازرباشي الملقب بـ"حفيد البغدادي".

وكان البازرباشي اليوم أول المستجوبين في الجلسة، حيث نفى أن يكون شارك في أحداث ​جبل محسن​ و​باب التبانة​ من ضمن مجموعة ​أسامة منصور​، قائلاً: "شاركت، لكن لحالي".

بعد ذلك، أشار إلى أنه شارك في معارك في بلدة فليطا السورية لكن دوره كان "إعلام"، إلا أنه بالإنتقال إلى أحداث ​معركة عرسال​، تحدث "حفيد البغدادي" عن عملية تسلم 9 من ​العسكريين المخطوفين​ وآليات عسكريّة، 3 ملالات و2 جيب هامر، عند حاجز عسكري للمجموعات الإرهابية في الرهوة.

وخلال إستجوابه، تحدث البازرباشي عن عملية ذبح العسكري علي السيد، التي أكد أنه صورها، لكنه أشار إلى أنه لا يعرف من نفّذ العملية، لافتاً إلى نقل الشهيد السيّد، برفقة بلال العتر، من مكان إحتجازه، حيث كان هناك سيارة تنتظرهما، إلى منطقة تبعد نحو 300 متراً حيث نفذت عملية الذبح، قائلاً: "في السيارة كان هناك ملثمون لم أتعرف عليهم وخلال العملية كانوا ملثمين أيضاً".

كما أعترف البازرباشي بتصويره عملية ذبح العسكري الشهيد عباس مدلج أيضاً، موضحاً أن أمر الإعدام كان يأتي من "أبو أيّوب العراقي"، لافتاً إلى أن القرار لم يكن يتضمّن اسم عسكري محدد بل كان يتم الإختيار عشوائياً.

على صعيد متصل، أقر "حفيد البغدادي" بتصوير الفيديو الذي يعلن فيه الجندي في ​الجيش اللبناني​ عبد الرحيم دياب مبايعته تنظيم "داعش" الإرهابي، لكنه أشار إلى أن جميع العسكريين، بمن فيهم دياب، بقوا محتجزين لدى مجموعته ما يقارب شهرين، نافياً إطلاق سراح دياب بعد تصوير الفيديو، بالإضافة إلى تصويره شريط فيديو آخر لعملية إطلاق صواريخ نحو ​بلدة الهرمل​.

بالإضافة إلى البازرباشي، استجوبت هيئة المحكمة حسين عوض الذي تحدّث عن تعرضه للتعذيب خلال التحقيق معه، نافياً ما ورد في إفادته التي قال أنه أدلى بها للتخلص من التحقيق، إلا أن ممثلة الأحداث أشارت إلى أنها كانت قد سألته عن هذا الأمر خلال التحقيق لكنه نفى تعرضه لأي تعذيب أو تهديد حينها.

رواية التعذيب أو التعرض لتهديدات تحدّث عنها أكثر من موقوف تم إستجوابه اليوم، منهم مؤمن عبد العزيز، يحيى عامر، خالد حكوم، إلا أن الامر الصادم كانت الطريقة التي كان يخاطب بها الموقوف حسين غزلي هيئة المحكمة، حيث لم ينفِ أن يكون بايع "داعش" قبل 20 يوماً من المعركة، كما أكد مشاركته فيها ، لكنه قال: "أخرجتم كل من شارك في هذه المعركة وتقولون أن نحن من قام بكل شيء"، مضيفاً: "جيبوا أبو مالك التلّي وأبو حسن الفلسطيني إلى المحكمة"، في إشارة إلى عملية التبادل التي حصلت بعد المعركة في جرود عرسال مع جبهة "النصرة".

من جهة ثانية، نفى الموقوف أحمد كسحة، الذي أوقف على حاجز المدفون وكان معه هوية سوريّة مزورة، أن يكون شارك في أحداث عرسال أو زارها من قبل، مشيراً إلى أنه كان في طريقه إلى مجدل عنجر للدخول إلى الأراضي السوريّة، نظراً إلى أنه كان مطلوبا للقضاء، مؤكداً أنه "لم أغبّر على رنجر عسكري لبناني"، ومضيفاً: "نحن تورّطنا في أحداث طرابلس بمعارك سياسية بين جبل محسن وباب التبانة".

وقد قررت هيئة المحكمة في ختام جلسة الإستجواب تأجيلها إلى 23-1-2018 للمرافعة.

تجدر الإشارة إلى أن الموقوف ​بلال ميقاتي​ هو المتهم بذبح الشهيد السيد، في حين أن "أبو الورد" هو المتهم بذبح الشهيد مدلج.

"أبو طاقية" في العسكرية

وفي ملفّ آخر، وبعد أن كانت قوة من مخابرات الجيش اللبناني نجحت في توقيف ​مصطفى الحجيري​، "أبو طاقية"، في بلدة عرسال فجر يوم الأربعاء في 15 تشرين الثاني الماضي، أُحضر "أبو طاقية"، اليوم، للمرة الأولى أمام المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت برئاسة العميد حسين عبدالله، بعد أن ضم إسمه إلى ملفّ يحاكم فيه كل من عماد الجمعة وسراج الدين زريقات وآخرين.

وفي ظهوره الأول أمام المحكمة العسكرية، مرتدياً "بيجاما" زرقاء، بدا "أبو طاقية" مرتبكاً وخائفاً، الأمر الذي دفعه إلى الوقوف مباشرة أمام المقاعد المخصصة للمحامين قبل أن يعاد ترتيب وقوفه أمام هيئة المحكمة، دون أن ينطق بأي كلمة، نظراً إلى أن وكيله طلب التأجيل للإطلاع على الملف، مع العلم أن هذه الجلسة ليست الأولى التي تبحث فيها المحكمة هذه القضية، إلا أن انضمام إسم مصطفى الحجيري إليها أدّى إلى تأجيلها.

وقد قررت هيئة المحكمة تأجيل الجلسة إلى يوم 23-1-2018 للمرافعة وإستكمال الإستجواب.

تجدر الإشارة إلى أن الاسم الأبرز في هذا الملفّ هو عماد الجمعة، الذي أقدم على قيادة تنظيم إرهابي مسلح وقيادته بهدف القيام بأعمال إرهابية، كما أقدم على المشاركة في التخطيط لمعارك عرسال، ولم يمنعه من المشاركة فيها إلا توقيفه قبل إنطلاقها، مع العلم أن هذا التوقيف كان هو الشرارة التي أشعلت المعركة الشهيرة، التي خطف على أثرها عدد من العسكريين وعناصر قوى الأمن الداخلي.