وصف ممثل حركة "حماس" في لبنان ​علي بركة​ القرار الأميركي الأخير بنقل ​السفارة الأميركية​ الى ​القدس​ بـ"الجريمة بحق الشعب ال​فلسطين​ي والعدوان على الأمة العربية ككل"، معتبرا ان الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ "أظهر بقراره هذا أنّه شريك للاحتلال ال​اسرائيل​ي بوجه ​الشعب الفلسطيني​ وأنّه يشجع حكومة ​بنيامين نتانياهو​ بالمضي بمشروع تهويد القدس او ما يعرف بمشروع القدس الكبرى او القدس 2020 الذي يحول المدينة الى يهودية خالصة من دون سكانها الاصليين من العرب المسلمين والمسيحيين على حد سواء".

وأكد بركة في حديث لـ"النشرة" ان "الرد الفلسطيني على القرار الأميركي واضح ويقضي بالعودة الى مربع الانتفاضة، باعتبار ان ​واشنطن​ أعلنت بذلك فشل عملية التسوية التي انطلقت من خلال مؤتمر مدريد في العام 1991". واضاف: "سنواجه بوحدة الموقف الفلسطيني وبانتفاضة فلسطينية –عربية عارمة".

يوم غضب... فانتفاضة

وشدّد بركة على ان اليوم الجمعة سيكون "يوم غضب كبير سيشعل من جديد الانتفاضة"، لافتا الى ان "التعويل هو اولا على الشعب الفلسطيني وثانيا على الأمة العربية باعتبار ان القدس ذات رمزية عربية اسلامية–مسيحية، وليس فلسطينية فقط".

واعتبر بركة ان "الصمت العربي او عدم التحرك على المستوى المطلوب سيشجع دولا أخرى كالفلبين و​التشيك​ مثلا على نقل سفارتيهما الى القدس المحتلة، ما سيعني دخول منطقة الشرق الأوسط في مرحلة جديدة من الصراع تتحمل مسؤولياتها ​الولايات المتحدة الأميركية​".

قرارات عربية على مستوى الحدث؟

وطالب بركة الدول العربية والاسلامية التي ستجتمع سواء في القاهرة او في ​اسطنبول​ بـ"اتخاذ قرارات على مستوى الحدث، فتمنع التطبيع مع اسرائيل وتتصدى لأي دول أخرى تسعى لنقل سفاراتها الى القدس وتضغط فتجبر ​الادارة الأميركية​ على العودة عن قرارها".

وشدد بركة على وجوب "ايصال رسالة عربية للعدو كما ل​أميركا​ بأن القدس ليست وحيدة خاصة بعدما أثبت قرار واشنطن الأخير صوابية مشروع المقاومة، وفشل مسار التسوية الذي انطلق قبل نحو 30 عاما". واضاف: "لا شك ان ما قام به ترامب سيعزز خيار ​المقاومة الفلسطينية​ كما كل مقاومة عربية كما سيوحد صفوفنا بمواجهة انحياز أميركا بالكامل الى جانب اسرائيل".

تعويل على لبنان الرسمي

وأثنى بركة على الموقف اللبناني الرسمي من القرار الأميركي، وأشار الى انّه نقل رسالة من رئيس المكتب السياسي ل​حركة حماس​ ​إسماعيل هنية​ الى رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، وقال: "كان كلامه واضحا بالتأكيد على وقوف لبنان في صف فلسطين وعلى عروبة القدس ورفض القرار الأميركي".

وأشار بركة الى ان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ​ميشال عون​ نقل أيضا موقف لبنان الرسمي بهذا الخصوص الى الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​، مشددا على "التعويل الفلسطيني على لبنان الشعبي والرسمي بشكل خاص بحكم علاقاته الدولية والصداقات التي يتمتع بها مع دول العالم وبخاصة ​فرنسا​ ودول ​الاتحاد الاوروبي​ اضافة لكونه عضوا في ​الجامعة العربية​ و​منظمة التعاون الاسلامي​". وأضاف: "كما سنشهد اليوم الجمعة تحركا شعبيا فلسطينيا–لبنانيا مشتركا لدعم ​القضية الفلسطينية​ ورفضا للقرار الأميركي الأخير".