أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية في مقال بعنوان "الرئيس قد يكون أساء فهم صديقه السعودي"، إلى انه "باعترافه ب​القدس​ كعاصمة ل​إسرائيل​، كان الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ يعاقب الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ لرفضه مقترح ​البيت الأبيض​ للسلام في المنطقة"، لافتة إلى انه "على مدى 20 عاما، أرجأ الرؤساء الأميركيون قرار نقل ​السفارة الأميركية​ للقدس على أمل تحقيق للسلام ولكنه لم يتحقق. وقال ترامب "سيكون من الحماقة افتراض أن تكرار الصيغة ذاتها سيؤدي إلى نتائج مختلفة". وأضافت "إن المقترحات التي وضعها في الخريف الحالي ​جاريد كوشنر​، زوج ابنة ترامب، كانت مختلفة بالفعل. ويرى سبنسر إن ترامب كان محقا ايضا في قول إن إدارته ستلقى الاستقبال ذاته الذي لقيته الإدارات السابقة: رفض طرف من الأطراف وفي هذه الحالة الطرف المعني هو الطرف الفلسطيني".

وأضافت إن "المقترح الذي وضعه كوشنر يمنح الفلسطينيين دولة، ولكنها أكثر محدودية من أي مقترح سابق. ووفقا للمقترح، لن يتم هدم المستوطنات اليهودية في ​الضفة الغربية​، ولن يكون هناك حق للعودة، مهما كانت رمزيته، لملايين ​اللاجئين الفلسطينيين​ في الشرق الأوسط".

ولفتت إلى أن "كوشنر وفريقه عملوا بسرعة لوضع هذه الخطة. وبدلا من بناء التأييد لهذه الخطة على مهل، بدا أن كوشنر أراد ترويجها عن طريق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، الحليف الرئيسي لترامب في المنطقة. وردت تقارير عن أن ولي العهد السعودي أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الخطة، ولكن الذي لم يتضح هو مدى اقتناع ولي العهد السعودي نفسه بالخطة".

وذكرت انه "في تشرين الثاني استدعي عباس إلى الرياض، ومورست عليه الضغوط، ولكن لم يتضح إذا كان الأمر لقبول الخطة أو لاعتبارها نقطة بداية. ولكن ما كان واضحا للغاية هو رفض عباس التام للخطة". وأضافت "إن الولايات المتحدة اعتقدت أن ولي السعودي سيكون غاضبا من عباس بمقدار غضب الإدارة الأمريكية، وبالتالي سيرى في نقل السفارة الأمريكية للقدس عقابا ملائما". وقالت: "إذا كانت هذه نية ترامب، فإنه أخطأ في حساباته، فعلى الرغم من بعض الكلمات التي شجع بها ترامب ولي العهد السعودي على إصلاحاته وقراراته التي اتخذها في المملكة، إلا أن الأمير لم يحصل على دعم كاف من الولايات المتحدة يجعله يدعم خطة ترامب بشأن القضية الفلسطينية بالحماس الكافي".