اشار ​السيد علي فضل الله​ الى ان "​القدس​ تستصرخ ضمائرنا وإيماننا وإسلامنا وعروبتنا وإنساننا، بعد أن اتخذ الرئيس الأميركي قراره بالاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، في أفدح تجاوز لقرارات ما يسمى بالشرعية الدولية التي تولي في قراراتها القدس مكانة خاصة، وفي استخفاف فاضح بالحكومات العربية والإسلامية التي احتفت به منذ أشهر وكرمته"، مضيفا:"لقد جاء هذا القرار من الرئيس الأميركي استثماراً لظروف عربية وإسلامية، يرى أنها في أسوأ أحوالها، بفعل الصراعات المدمرة في المنطقة التي أصابت أكثر من بلد له دور في المواجهة مع العدو".

وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة ابدى فضل الله خشيته أن "يكون بعض هذه الأطراف مشاركين فيما جرى، وسط استمرار الضغوط على الدول الحاملة للواء مقاومة العدو الصهيوني، واستمرار الحصار عليها بكل عناوينه"، مقدرا "كل المواقف الدولية والإقليمية التي أعلنت رفضها للقرار، ولكننا نشدد على ضرورة أن يرتقي الموقف العربي والإسلامي المستنكر والرافض إلى المستوى الذي يأخذ بالحسبان خطورة هذا الحدث وآثاره وتداعياته، ويليق بالموقع الذي تحتله القدس في قلوب مئات الملايين من المسلمين ومن غير المسلمين، لبذل كل الجهود لحمايتها من التهويد، وإلى المستوى الذي يناسب حق الشعب ال​فلسطين​ي المظلوم في استعادة أرضه وعاصمته.. وإن كنا لا نعول كثيراً على ذلك، فالعرب والمسلمون، على مستوى الحكام، لم يبذلوا ما هو مجدٍ لفلسطين كل هذه السنوات الماضية، بل إن سياساتهم ساهمت في الوصول على هذا الوضع.".

وحذر فضل الله "من الوقوع في الخداع مرة بعد مرة. والسؤال الذي كان مطروحاً برسم جميع الذين راهنوا على موقف أميركي وسيط ونزيه فيما يسمونه حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية، سواء عبر مفاوضات ثنائية أو حتى عبر ما يسمونه "صفقة القرن"، جاءت إجابته واضحة عبر قرار الرئيس الأميركي الذي يؤكد الاصطفاف الكامل للسياسة الأميركية مع الكيان الصهيوني؛ الابن المدلل لها، وأن لا حلفاء له إلا هذا الكيان، مهما قدم العرب من مغريات سياسية ومالية واستراتيجية للإدارة على حسابه، بل إن الأمور دائماً عنده لحسابه.

لذلك، نحن نقول لكل الدول والشعوب العربية والإسلامية إنَّ القدس اليوم هي عنوان عزتكم وكرامتكم وإيمانكم. ومن دونها، أنتم في مهب رياح كل طامح في النيل من عزتكم وكرامتكم، ولا تظنوا أنكم آمنون بوجود هذا الكيان وغطرسته.. وعليكم أن تعرفوا أن معاناتكم هي من خلال وجود هذا الكيان وبسببه، ولذلك لا تتخلفوا عن اتخاذ موقف واضح وجريء للتاريخ، بعد أن اتضحت الصورة للجميع، بأنَّ كل حديث عن حل ترعاه ​أميركا​ هو سراب في سراب.. هو تضييع وقت، وإن حصل، فليس لمصلحة ​الشعب الفلسطيني​ والعرب.. هو نتاج ضعفهم"، آملا ان "نكون على مستوى هذه المسؤولية الكبرى، فالقدس أمانة في أعناق الجميع، وحفظها من حفظ الوجود العربي والإسلامي ومن حفظ مصيره. وتبقى القدس تمثل خط الدفاع الأخير عما تبقى من كرامة واعتبار للعرب والمسلمين".