أشار المجلس الأعلى لـ"​حزب الوطنيين الأحرار​" في بيان، عقب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب ​دوري شمعون​، إلى أنّ "بيان العودة عن الإستقالة لم يأت بأي جديد، كما لم يحدّد أي التزام أسوة بما سبقه من بيانات، بما في ذلك ​إعلان بعبدا​ وخطاب القسم. وهذا مؤشر لهشاشة الوضع الناشئ عنه والّذي يحتاج إلى تقيّد كلّ الأفرقاء به، لا سيما "​حزب الله​" المعني المباشر ببنوده"، لافتاً إلى أنّه "معلوم أنّه منخرط في ​سوريا​ واليمن والعراق، وله نشاطات مشبوهة في الكويت والبحرين، إستنادا إلى اتهامات هذه الدول، وهي اتهامات موثقة وواضحة".

وتساءل المجلس "إذا سلّمنا بالتزامه مبادئ بيان الحكومة، فهل هو قادر أو راغب في مخالفة توجهات ​إيران​ وسياساتها؟"، منوّهاً إلى "أنّنا بعيداً عن محاكمة النيات، واستناداً إلى التجارب السابقة وإلى مواقفه وسلوكياته، نميل إلى الإجابة بالنفي. ونحن كسائر اللبنانيين، نراقب تصرّفاته على الصعيدين الداخلي والإقليمي، آملين في تجاوبه الكامل حفاظاً على أمن الوطن واستقراره وعلى الوحدة الوطنية والوفاق".

وشدّد على "أنّنا ندين قرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ الإعتراف ب​القدس​ عاصمة ل​إسرائيل​ ونقل السفارة الأميركية إليها"، مركّزاً على أنّ "أن الوضع النهائي للقدس لا يمكن أن يتقرّر إلّا بالمفاوضات بين الإسرائيليين وال​فلسطين​يين، وأنّ الخطوة الأميركية تناقض القرارات الأممية ذات الصلة، وهي خطوة يتيمة بالنظر إلى الإجماع الدولي الّذي رفضها، والّذي دعا إلى التشبّث بحل الدولتين".

ونبّه المجلس إلى "محاذير هذا الإعتراف الّذي يناقض الإعتبارات التاريخية ويغذّي التطرف ويصبّ في مصلحة الإرهابيين الّذين يستغلّونه ليرفعوا من شأنهم، ولكسب صدقيّة لدى الشعوب العربية والإسلامية، خصوصاً بعد الهزائم الّتي حلّت بهم"، مبيّناً أنّ "هكذا يكون الرئيس الأميركي قدّم خدمة مجانيّة لهم وأصاب باقي الدول بصدمة غير متوقعة. ومن الواضح أنّه يسعى إلى إرضاء إسرائيل على حساب هذه الدول، وحتّى على حساب المصالح الأميركية".

ورأى أنّ "الوقت يسمح بعد بتصحيح الخطأ بتخطّي الحاجز النفسي لدى إسرائيل الّتي تتهرّب من القبول بدولة فلسطينية مستقلّة وسيّدة، واعتماد واحد من حلّين بالنسبة إلى القدس: إمّا تحويلها مدينة مفتوحة بإشراف دولي نظراً إلى رمزيتها بالنسبة إلى الأديان السماوية الثلاثة، وإمّا إعلان ​القدس الشرقية​ عاصمة لفلسطين، وهذا ما يجب أن يحظى بموافقة كلا الجانبين".

وحذّر المجلس، من "التغاضي الرسمي المتمادي عن موضوع ​النفايات​، على الرغم من الضغط المتمثّل بنفاد القدرة الإستيعابية لمطمري الكوستا برافا و​برج حمود​"، متسائلاً عن "سبب هذا الإهمال المتعمّد الّذي لا نجد مبرّراً له، بل نعتبره تقصيراً فاضحاً من المسؤولين ومن الحكومة مجتمعة".