لم يتردد الموقوف ​أحمد أمون​، المتهم بعدد من قضايا ​الإرهاب​، أمام ​المحكمة العسكرية​ خلال جلسة استجوابه اليوم في الكشف عن تفاصيل بعض الملفات الغامضة، منها الفشل في اغتيال مخبر لـ"​حزب الله​" مرتين، بالإضافة إلى العمل لجلب مئات الصواريخ لإطلاقها نحو الأراضي ال​لبنان​ية.

أمون، الذي كان جندياً في ​الجيش اللبناني​، كشف أنه شارك في ​الأحداث السورية​ منذ بدياتها، انطلاقاً من تعاطفه الديني مع قوى المعارضة، وهو ابن بلدة عرسال لكن "منزلنا في ​جوسيه​ السورية".

وأشار إلى أن التمويل والتسليح كان من جانب موفق الجربان، وهو كان تابعاً لكتيبة "الفاروق" ومعه نحو 100 مقاتل، متحدثاً عن مشاركته في حصار بلدة ربلة بعد استهداف مجموعة تابعة له، حيث تم اعتقال 200 شخص من أبناء البلدة المذكورة لنحو 48 ساعة من دون مقابل.

وكشف أمون، خلال استجوابه، عن تبلغه من قبل ​لواء التوحيد​" أن هناك نية لنقل 300 صاروخ من ​مدينة حلب​ السورية، تمهيداً لإطلاقها نحو الأراضي اللبنانية، بهدف الضغط لفك الحصار عن مدينة ​القصير​، لكنه أكد أنه رفض هذا الأمر، وقال أن المعركة ليست داخل الأراضي اللبنانية.

التخطيط لدخول لبنان

على صعيد منفصل، كشف أمون أنه علم بمخطط دخول جبهة "النصرة" الإرهابية قبل وقوع المعركة، لكنه أشار إلى أنه عند ذلك قرر الذهاب إلى الجرود مع ​مصطفى الحجيري​ وشخصين أخرين لمقابلة أمير الجبهة ​أبو مالك التلي​ من أجل اقناعه بالتخلي عن المخطط، إلا أن التلي أبلغهم أن المعلومات التي لديهم غير صحيحة، مضيفاً: "غادرنا المنطقة بعد ذلك وبقي الحجيري الذي يمون على أمير النصرة".

وأوضح أمون أنه كان يرى أن قرار الدخول إلى لبنان خطير جداً، لافتاً إلى أنه بعد عملية توقيف أحمد الجمعة، التي كانت الشرارة لإطلاق المعركة، كان في منزله ولم يشارك في القتال، مضيفاً: "أبو السوس لم يكن قد بايع "داعش" وقال لي أنه لن يشارك".

صناعة المتفجرات

بعد ذلك، انتقل أمون للحديث عن عملية تأمينه المواد التي تدخل في تصنيع المتفجرات إلى أبو سليمان الطرابلسي، الذي كان لديه مجموعة في القصير، لافتاً إلى أنه كان يطلب منه عبوات لزرعها على مداخل جوسيه.

ومن ثم، كشف عن مخطط لاستهداف ​محمد وهبة​ "أبو غزال" المخبر لدى "حزب الله"، بحسب ما أفاد، بعد أن كان أحمد أمون المعروف باسم "البريص" وهو غير المستجوب في هذه الجلسة، قد عرفه على كل من أبوبكرالرقة،المسؤول الأمني لـ"داعش"، وأبو عبد السلام، الأمير الشرعي.

وأشار إلى أن أبو بكر وأبو عبد السلام طلبا منه مساعدتهما في اغتيال وهبة، حيث أقدم على زرع عبوة إلى جانب الطريق بانتظار مرو =ر وهبة بسيارته التي هي من نوع نيسان رصاصية اللون، إلا أنها في اليوم الأول لم تنفجر وفي اليوم الثاني انفجرت لكنها لم تؤد إلى قتل وهبة.

في ختام جلسة أمون في هذا الملف، استمهل وكيله للمرافعة، فقررت هيئة المحكمة تأجيل الجلسة إلى 4 كانون الثاني من العام 2018.