نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" ال​إسرائيل​ية، تقريرا ذكرت فيه أن "إسرائيل مارست في السنة الأخيرة ضغوطا شديدة على الإدارة الأميركية للاعتراف ب​القدس​، ونقل السفارة الأميركية إليها"، مشيرةً إلى أن "ضغوط منظمات الإنجيليين، التي ينتمي نائب الرئيس الأميركي ​مايكل بنس​، إلى صفوفها، قد ساهمت بدور ملموس في قرار الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​".

ولفتت إلى أن "رئيس مجلس الوزرائ الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ حث ترامب على إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، من خلال ثلاث محادثات هاتفية بينهما، شدد نتانياهو فيها على الأهمية التاريخية لإعلان كهذا، زاعما أن الوضع القائم في القدس لن يتغير"، كاشفةً عن أن "نتانياهو ذكر في هذه المحادثات أننا نجري اتصالات مع دول أخرى لكي يعلنوا عن اعتراف مشابه، ولا شك لدي في أنه عندما تنتقل السفارة الأميركية إلى القدس، ستكون سفارات كثيرة أخرى قد انتقلت للقدس".

وأشارت إلى أنه "بالرغم من أن ترامب وقع على أمر يؤجل نقل السفارة إلى القدس، ولكن بالنسبة له فإن الإعلان عن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل هو خطوة أكثر أهمية من نقل السفارة"، لافتةً إلى أنه "عندما أدرك مستشارو الرئيس أنه ينوي الذهاب حتى النهاية، في الإعلان عن القدس، حاولوا التقليل من حجم الأضرار المتوقعة، وذلك لكونهم يعلمون أنهم عندما يقولون له إنه لا يستطيع فعل شيء ما، فإنه يفعل العكس".

وأضافت الصحيفة "أكثر ما كان يهمهم هو إبقاء الأسرة المالكة في ​السعودية​ في الصورة وعليه، فقد توجه مستشار وصهر الرئيس ترامب، ​جاريد كوشنر​، قبل نحو أسبوعين إلى السعودية، وتحدث لساعات طويلة مع ولي العهد محمد بن سلمان. وكان الهدف هو منع نشوء وضع تقود فيه السعودية المعارضة العربية للخطوة.

ولم يكن ذلك صعبا بوجه خاص، حيث أن السعودية بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الدعم السياسي الأمريكي، وخاصة الرئيس الأميركي، والعتاد العسكري الأميركي الذي تبيعه لها ​واشنطن​ لتعزيز قوتها في مواجهة ​إيران​"، مفيدةً أن "تلاقي المصالح ولعبة القوى بين واشنطن و​الرياض​، أتاحت لترامب الحفاظ على هدوء نسبي في هذه الجبهة ورغم أن الردود الرسمية في السعودية كانت ضد الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل، إلا أنها لم تتجاوز الحدود".

وتابعت "واشنطن كانت تأمل أن تتمكن الرياض من تخفيف غضب رئيس السلطة الفلسطينية، ​محمود عباس​، وإعطاء الفلسطينيين بارقة أمل، ولذلك فإن ابن سلمان عرض، قبل أسبوعين، على عباس، الخطوط العريضة لخطة السلام الأميركية لحل الصراع، بيد أنه ليس من الواضح ما إذا كان عباس قد اقتنع بجدية نوايا ترامب".

وكشفت الصحيفة عن أنه "اتضح أن السعودية لم تكن لوحدها في الصورة، حيث أنه فقد تم إطلاع نتانياهو، على خطة ترامب قبل عشرة أيام، والتي تضمنت التوقيع على أمر تأجيل نقل السفارة لمدة ستة شهور أخرى، والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل".