اعتبر الوزير السابق ​مروان شربل​ ان القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ بما يتعلق بنقل ​السفارة الأميركية​ الى ​القدس​ لا قيمة قانونية له، وبالتحديد لجهة اعتماد القدس عاصمة ل​اسرائيل​، مشددا على انّه لا يمكن لدولة واحدة ان تتخذ عاصمة معينة لدولة أخرى، فهذا القرار يتخذ بالاجماع في ​الامم المتحدة​، وهو ما ليس متوفرا على الاطلاق في الحالة التي نحن فيها.

ورأى شربل في حديث لـ"النشرة" بقرار ترامب "سعيا لوضع حدّ لأي حوار فلسطيني–اسرائيلي وكأن ​الولايات المتحدة الأميركية​ باتت ترفض قيام أي دولة فلسطينيّة"، معتبرا ان "الايجابية الوحيدة في ما يحصل تكمن بالوحدة الفلسطينيّة بعدما أحس الفلسطينيون بالخطر". وأضاف: "اليوم الرموز الدينية الاسلامية والمسيحية الكبيرة بخطر والمطلوب ان تسارع ​الدول العربية​ بأسرع وقت ممكن لاتخاذ قرار موحد لجهة رفض الاجراء الأميركي، علما ان الامم المتحدة قد سبقتهم الى ذلك".

لبنان فشة خلق؟

وشدد شربل على اهمية الوحدة العربية في المرحلة الراهنة، ودعا الى وقف الحروب في دول المنطقة لأن الموضوع الفلسطيني يهز الكيان العربي ككل باعتبار ان ​اللاجئين الفلسطينيين​ ينتشرون في معظم هذه الدول. وقال: "الفلسطيني الموجود في مخيمات الشتات يعيش على امل العودة الى فلسطين واذا فقده، فلا شك ان ذلك قد يؤدي الى انتفاضة تؤثر على الوضع الامني في البلاد التي يعيش فيها".

وحثّ شربل على وجوب "التنسيق بين ​الفصائل الفلسطينية​ والسلطات اللبنانية لتفادي اي سيناريو مماثل، فتكون فشة الخلق بلبنان". وتحدث عن سوء نية اميركية، لافتا الى انّه "وفيما تبرر واشنطن قرارها بالضغط على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني للجلوس حول ​طاولة الحوار​، فهي ساهمت فعليا باستقواء الطرف الاسرائيلي، الذي اصبح بعيدا عن موضوع انشاء دولة فلسطينية، كما ساهمت بابعاد الفلسطينيين كذلك عن اي حوار قبل تراجع ترامب عن قراره بشأن القدس".

لتحويل القرار الحكومي الى قانون

واعتبر شربل ان "المؤتمر الذي انعقد في ​باريس​ لمجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان، على قدر من الأهميّة باعتبار ان الفرنسيين يعون تماما حجم الخطر الداهم وان هناك مشكلة في لبنان تتطلب حلا سريعا، والا نكون بصدد تهديد جدي للوضع الأمني في ظل تواجد اكثر من مليون ونصف نازح سوري على الاراضي اللبنانية". واضاف: "في ظل تراجع المساعدات الدولية المالية للبنان، أصبح العبء كبيرا على ​الدولة اللبنانية​ وهو ما يدفع ​فرنسا​ للسعي لتحصين الوضع الداخلي حتى عودة اللاجئين".

وتطرق شربل لموضوع النأي بالنفس، وقال: "اذا كانت الحرب في ​سوريا​ تشكل خطرا علينا لا يمكن ان ننأى بنفسنا عنها تماما كالعقوبات المالية التي تطال ​حزب الله​، اذا ما تبين انّها تشكل خطرا على لبنان ككل". واعتبر شربل ان القرار الحكومي الصادر بهذا الخصوص كان يجب ان يتطرق لهذه النقطة. "كما المطلوب ان يتحول هذا القرار الى قانون يصدر عن ​مجلس النواب​ يتناول كل الامور المرتبطة بتحييد لبنان عن الصراعات من حولنا، لأن هذا القرار الوزاري قد يزول مع زوال ​الحكومة​ الحالية".