لن يعلم أي شخص سبب تحوّل ​تركيا​ إلى وجهة للسياحة العالمية بشكل عام، و​الشرق الأوسط​ بشكل خاص، إلا إذا قام بزيارة هذا البلد الواقع بين قارتي ​أوروبا​ وآسيا. واذا حصرنا التركيز على أهمية تركيا السياحية، دون الحديث عن أهمية موقعها السياسي والتجاري والحضاري، نلمس بشكل واضح الروعة الجمالية للاماكن التاريخية والطبيعية هناك.

وبهدف الاقتراب أكثر من جمال هذا البلد، نظّمت شركة "Atlas Global"، وبمناسبة حصولها على شهادة الأربع نجوم كشركة طيران، يوماً سياحياً في ​اسطنبول​، وهي المدينة التي انطلقت منه الشركة إلى العالم. كما أن اختيار هذه المدينة يكمن في كونها تتمتع بعدة خصائص نظراً لموقعها الاستثنائي بسبب موقعها بين قارتي آسيا وأوروبا، وكانت على مدى العصور جسراً بين الشرق والغرب.

بداية هذ اليوم كان في احتفال أقيم في فندق "Raffles"، حيث احتفلت الشركة بحصولها على شهادة الأربع نجوم من شركة Skytrax المعنية بتقييم شركات الطيران. ووفق التقرير، فإن Atlas global، والتي تحمل شعار "عالم من الأحلام"، هي "واحدة من أبرز الشركات المرموقة في عالم الخطوط الجوية على صعيد العالم، مع خدمة مميّزة في الرحلات القصيرة والمتوسطة وعلى درجة رجال الأعمال والدرجة الاقتصادية". وAtlas Global، التي انطلقت في السماء منذ العام 2004، حصلت على نجومها الأربعة بعد 13 سنة من العمل، لتصبح من أبرز الخطوط الجوية في تركيا.​​​​​​

وخلال الاحتفال، تسلّم رئيس مجلس ادارة شركة "Atlas Global" مراد ارسوي الجائزة من المدير التنفيذي لـ"Skytrax" ادوار بلايستد، وأكد أن "كل عنصر في الشركة عمل بجهد ليصل اسم شركتنا إلى كل العالم وبأبهى شكل وبأعلى المعايير العالمية"، لافتاً إلى "اننا شركة الطيران التي تحب مسافريها أكثر من أي شيء، ونحن لا نرى فيهم مجرّد زبائن، بل هو عنصر أساسي في نجاحنا"، وموضحاً أنه "منذ 3 سنوات فقط بدأنا العمل ضمن جداول الطيران العالمي خارج تركيا وتمكّنا بهذه السرعة من منافسة كل شركات الطيران الأخرى".

وأشار أرسوي أن "هدفنا هو خدمة المسافرين بأفضل الطرق كما أننا نريد العمل على عكس صورة تركيا واظهار حسن الضيافة الموجودة لدينا"، مشيراً إلى "اننا في "Atlas group" نعمل دائماً على تحسين خدمتنا للزبائن ورفع مستوى توقعاتهم بنا، وخلال كل هذه الفترة عملت "Skytrax" على مراقبة جودة خدماتنا في رحلاتنا داخل تركيا وخارجها"، ومشدداً على "اننا بعدما وصلنا إلى هذا المستوى، سنستمر في العمل بجهد للوصول إلى الأفضل".

وعقب المؤتمر، نظّمت الشركة رحلة في اسطنبول لتعكس جمال هذه المدينة التاريخية. بداية من ​جسر البوسفور​، حيث يفصل النهر بين قارتي أوروبا وآسيا، ويشطر المدينة بين القارتين. ثاني المحطات كان الـhippodrome والتي كانت ميدان سباق الخيل في مدينة القسطنطينية في عهد الإمبراطورية الرومانية وكان في ذلك الحين يمثل مركزاً اجتماعياً للمدينة ومكان للرياضات، أما اليوم فصارت تعرف بميدان السلطان أحمد نظراً لوجود مسجد السلطان أحمد فيه. هذا المسجد، الذي يفرض خشوعه على الحضور بسبب ضخامته وهيبته، يسحر الناظر إليه بسبب جمال انعكاس اللون الأزرق الطاغي في داخله على كل جدرانه.

الرحلة التالية كانت الى ​آيا صوفيا​، هذا المتحف الذي نشأ ككنيسة، قبل أن يتحوّل إلى مسجد. ويتفرّد هذا المكان كونه يجمع الرموز ​المسيح​ية والاسلامية في مكان واحد. وللسيدّة العذراء مريم رمزية خاصة لسكان اسطنبول، نظراً للعجائب التي حصلت ببركتها. ويسري الاعتقاد لدى سكان المنطقة، أن ​مريم العذراء​ هي التي حمت آيا صوفيا على مر العصور. وتنتشر الأيقونات المسيحية والاسلامية على كل جدران هذا المكان، فمن أيقونات المسيح والقدّيسين، إلى الكتابات القرآنية وأسماء الخلفاء الراشدين، يُسحر المشاهد بهذا الغنى التاريخي الذي يملكه المكان. آخر محطة كانت في الـGrand bazaar والـSpice bazaar، حيث يمكن للسائح التسوق بشكل مريح وبأسعار رخيصة، اضافة لتواجد كل المنتجات في هذين السوقين. كما أن اتقان التجار للغة الانكليزية، وعمل بعض اللاجئين السوريين واتقانهم اللغة العربية، يسهّل كثيراً على السائحين.

مع ارتفاع عدد السوّاح الذين اختاروا من تركيا مقصداً لتمضية أوقاتهم، اختارت Atlas Global أن تدخل التحدي، وان تنافس شركات الطيران الأخرى، لتكون جسر عبور بين تركيا والعالم.