أشار النائب ​نضال طعمة​ في تصريح إلى انه "يحدثونك عن القرارات الجريئة، عن الموقف العربي، عن إرادة الشعب، وعن خيار الحرية. إن كل هذه الشعارات الرنانة تسقط عن أسوار ​القدس​ اليوم. كل هذه الشعارات كلام فارغ من أي مضمون، إن لم نرسم أولوياتنا بكل ما للكلمة من معنى، وإن لم نقس الفعل بمعيار النتائج الملموسة، بعيدا عن ثقافة الاستعراض، وتبني المواقف الموسمية. لا يمكن لعربي أن يتبنى قضية القدس قبل ان يتبنى قضية وطنه. لا يمكن لساكت عن إحقاق الحق في بلاده، في أرضه وبين شعبه، أن يطالب به، لا في القدس ولا في أي بقعة من العالم. من هنا ندرك ونوقن ونعلن أننا كلبنانيين، وإذ نعتز بموقفنا الرسمي، فإننا كي نترجم حقيقة وقوفنا إلى جانب حق الفلسطينيين، والعدالة بشكل مطلق، علينا أن ننطلق من القيم التي ننادي بها، من بلدنا من أرضنا، ومن إنجازات أهلنا، وحكومتنا، ومؤسساتنا الرسمية". واضاف: "فما يمكن أن يقدمه لبنان، لن يكون له ترجمة عملية ما لم ينطلق أولا من وحدة وطنية، من تكريس للشراكة الداخلية، من رؤية تحفظ لبنان كوطن لجميع أبنائه، فحينها وحينها فقط، نستطيع أن نبقي صوتنا مرفوعا في مقاربة قضية الحق. ولعل مواقف الشيخ ​سعد الحريري​، الداعمة للوحدة الداخلية، والتي تدعو إلى تجاوز ما يفرق، وتجاوز العصبيات الطائفية وكل ما يمكن أن يفرقنا، هو مصلحة لبنانية في الدرجة الأولى، وإثبات لأهليتنا اللبنانية لحمل قضية محقة، بكل ما للكلمة من معنى".

ولفت إلى انه "إذا كانت القدس رمزا للسلام، وبقعة نرجوها نموذجا حيا للتعايش الإيجابي بين الديانات السماوية، فحري بنا أن نبلور رمزية حضورها في وجدان شبيبتنا، كحق ثابت، وقضية تستحق التجند وبذل كل جهد من أجل نصرتها. ولعل مواقف بعض العواصم الغربية يفوق بقدرته وقوته وتأثيره، معظم مواقفنا التائهة بين حتمية الوجود الحر ورجاء خلق كيان مستقل بهوية واضحة دون تبعية لأي محور، أو ارتهان لأي جهة".

ولفت الى أن "من يراقب حراك رئيس الحكومة سعد الحريري يدرك أن دولة الرئيس غايته الأولى والأساسية ضبط الاستقرار في البلد، وتأمين كل الدعم له، من خلال علاقات إقليمية ودولية مستقرة، ضمن ثوابت السيادة الوطنية، وعدم التفريط بأي فرصة يمكنها أن تكرس هيكلية تجمع الكل تحت المظلة اللبنانية. إننا نجد في كلام دولة الرئيس الحريري، المدخل الحقيقي وما هو أبعد من عناوين إعلامية حين قال: ستبقى القدس عاصمة فلسطين وستبقى بيروت الى جانب الحق. وبيروت التي تحيي ذكرى شهدائها تباعا، من وفائها لدمائهم الطاهرة، لا يمكنها إلا أن تكون نصيرة الحق، ومواجهة للظلم في أي بقعة من بقاع العالم". وقال: "المتكلم اليوم هو ​الشعب الفلسطيني​، فبقدر ما يستطيع هذا الشعب أن يبلور وحدته، بقدر ما يستطيع أن ينال استعطاف ودعم العالم الحر. وكل من أراد أن يدعم حق الفلسطينيين اليوم، والحق الإنساني العام بحماية نموذج السلام، عليه أن يكون أولا ابن الحق في شخصه وبيئته ودولته ومؤسساته الدستورية".