طمأن الخبير المالي والاقتصادي ​وليد أبو سليمان​ الى أن الوضع في ​لبنان​ عاد الى ما قبل استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، لافتا الى أن "الدول الغربيّة وتحديدا عواصم القرار أثبتت أن هناك غطاء دولياً كافياً لحماية الاستقرار اللبناني وقد تجلى الأمر من خلال اجتماع "مجموعة دعم لبنان" التي التقت في باريس ووعدت أيضاً بعقد لقاءات دولية لدعم ​الاقتصاد اللبناني​ ومساعدة لبنان لتحمل عبء النازحين". وأضاف: "كل هذه المؤشرات تزيد من عوامل الثقة بالوضع اللبناني".

وشدّد أبو سليمان في حديث لـ"النشرة" على انّه "بمجرد العودة عن الاستقالة وتثبيت الاستقرار السياسي، فهذا سيساعد الوضعين الاقتصادي والمالي على تجاوز التحدّيات التي ظهرت لحظة حصول الأزمة"، مؤكدا ان "لا خشية راهناً من أي مفاجآت سلبية طالما أن هناك مظلة دولية تحمي الساحة اللبنانية من الخضات غير المتوقعة".

أموال... لا تمر عبر المصارف

وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودي ​عادل الجبير​ الذي قال ان ​حزب الله​ يستخدم المصارف لتهريب الأموال، وامكانية ان ينعكس ذلك سلبا على ​القطاع المصرفي​، قال أبو سليمان: "لا بدّ من التأكيد أن القطاع المصرفي في لبنان يمتثل للمعايير والتعاميم الدولية، ويقوم بدوره كاملاً في مكافحة التفلت الضريبي وعمليات تبييض الاموال كما يلتزم بكل الاتفاقات والقرارات الصادرة عن ​البنك الدولي​ ووزارة الخزينة الاميركية". وأضاف: "كما أنّه من المعروف أنّ الأموال التي يستخدمها "حزب الله لا تمر عبر ​المصارف اللبنانية​".

لتدارك مخاطر قرار ترامب

واعتبر أبو سليمان ان الاجتماع الذي عقد في باريس لمجموعة العمل الدولية الخاصة بلبنان "بحد ذاته خطوة مهمة على طريق تثبيت الاستقرار الداخلي بمعزل عن القرارات التي اتخذها لأنه بمثابة مظلّة واقية للوضع اللبناني"، وقال: "مع العلم أن المطلوب من المجتمع الدولي هو دعم لبنان في مواجهة أزمة النازحين لتحصين الاستقرار، لا سيما وأنّهم كبّدوا الاقتصاد اللبناني حتى الآن أكثر من 18 مليار دولار، فيما المساهمات الدولية لا تقدر بشيء، ولبنان هو الدولة الوحيدة التي تحتضن نازحين تقدر نسبة عددهم بأكثر من 40% من أصل عدد السكان، من دون أن يعني أنه بإمكان لبنان غض النظر عن الاصلاحات التي نادى بها البيان الختامي للمجموعة الدولية، كي لا تفقد الحكومة مصداقيتها أمام هذه الدول".

كذلك تطرق أبو سليمان للقرار الأميركي الأخير بشأن ​القدس​، فنبّه الى أن قرار الرئيس الأميركي دومالد ترامب "يُدخل المنطقة ككل في حالة من التوتر، ولبنان ليس بمنأى عن أي تطور سلبي قد يحصل". وأضاف: "نأمل ان يصار الى تدارك هذه المخاطر قبل حصولها".