أشاد رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ بما تضمنته كلمة لبنان خلال إجتماع وزراء الخارجية العرب ، مشيرا الى انه "لن يحضر شخصياً اجتماع الاتحاد البرلماني العربي المخصص للقدس المقرر في المغرب الاربعاء وذلك بسبب عدم دعوة ​سوريا​ الى المشاركة فيه". وأكد أنه "سيرسل الى هذا الاجتماع من سيمثّله".

واكد بري في حديث صحافي انّ "​حركة أمل​ قررت المشاركة في المسيرة التي ستنطلق من الضاحية الجنوبية ل​بيروت​ اليوم وسترفع العلمين اللبناني والفلسطيني"، لافتا الى أن "مسيرة اخرى ستنظم في بيروت غدا وسيشارك فيها جميع القوى والاحزاب والفاعليات اللبنانية الى جانب الفلسطينيين".وحول البيان الذي اصدرته مجموعة دعم لبنان إثر اجتماعها في ​باريس​، إعتبر بري انّ "البيان جيد لولا بعض الهَنات الهَيّنات".

واشار بري إلى انه "كان لا بد من دق ناقوس الخطر ولَفت العرب الى ما هو آت عليهم فقبل نحو عام من الآن، وتحديداً في شباط 2017، رفعتُ الصوت في مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران وقلت انّ على القاصي والداني ان يعلم انّ إشعال الحرب في الشرق الاوسط يبدأ من فلسطين وينتهي بها... وانّ علينا ان نقتنع بأنّ احداً في اسرائيل لا يريد حلا سياسيا والممارسات الاحتلالية اليومية تؤشّر وتؤكد على ذلك، ونقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى ​القدس​ أمر يشجّع اسرائيل على المزيد من القرارات الاستباقية، لذلك يجب ان نكون على استعداد عربي وإسلامي لمواجهة بحَجم هذه الخطوة تتمثّل بإغلاق السفارات في واشنطن، اذ انّ سفاراتنا لا تفعل شيئاً هناك سوى تَلقّي الاوامر الاميركية"، معتبرا ان "المرحلة هي مرحلة عمل وجهد، وقد آن الاوان لنبعث الروح في قضيتنا وقراراتنا، ولنوقِف المجاملات وحرق الوقت"، مضيفا:"ثمّة صورة ناصعة تَجلّت منذ اعلان ترامب قراره حول القدس، بهذه الفورة الشعبية الاعتراضية التي ظهرت على مستوى العالم وتُبشّر بأنّ القضية ما زالت حية في الوجدان، وتبشّر ايضاً بأنّ من شأن استمرارها وتصاعدها اكثر، ان يُعطّلا مفاعيل قرار ترامب، وهذا ما يجب ان يحصل".

وراى بري ان "الرهان الاساس يبقى على الوحدة، والتكاتف والتضامن، وها نحن في لبنان مَررنا بواحدة من أقسى التجارب السياسية التي كادت ترمي بلدنا في المجهول، واستطعنا بموقفنا الداخلي الموحّد والمتضامن ان نتجاوزها ونُنقذ بلدنا، وهكذا كنّا خلال عدوان تموز 2006"، مؤكدا ان "الأهم أن تبقى الـ لا مرفوعة في وجه الاحتلال ورُعاته، وفي وجه أي محاولة لتغيير هوية القدس، ولا بد من ان يبقى دَوي هذه الـ لا كبيراً في أرجاء العالم."، مضيفا:"لا يتذرّع أحد بأنّ القرار الاميركي كان مفاجئاً، أبداً هو ليس كذلك، هو قرار عمره 23 سنة، ولقد سبق لترامب ان حَدّده في برنامجه الانتخابي وألزمَ نفسه به وها هو ينفذه... الوقت الآن ليس لدفن الرؤوس في الرمال، إنها لحظة تَوحّد عربي، أمام ما يعتقد الاميركيون والاسرائيليون ومن معهم، بأنها مقدّمة لصفقة العصر ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين، لم يكونوا يتوقعون هذا المستوى العالي والواسع من رد الفعل على قرار ترامب.وصفقة العصر هذه معناها دفن فلسطين وقضيتها وأقول على مسؤوليتي ووفق معلومات مؤكدة انهم كانوا بصدد هذه الصفقة، بحيث يُؤخَذ قسم من الضفة الغربية لا يتجاوز النصف ولا يقل عن الاربعين في المئة وغزة هي دولة فلسطين وعاصمتها ابوديس الواقعة بالقرب من القدس. ويفصل بينها وبين المدينة المقدسة الجدار الاسرائيلي الذي بَناه العدو. على وعد ان تمنح هذه الدولة المليارات لتنمية نفسها ومرافئها".

من جهة اخرى استبعد بري "إحتمال الحرب رغم انه وارد دائماً في الذهن الاسرائيلي ربما لأنّ العالم كله "فَايِع عليهم"، وربما لأنّ الحرب يمكن ان تُحبط ما يقومون به والهدف الذي يسعون الى تحقيقه، وامّا موضوع التوطين فقرارنا حاسم برفضه ومواجهته".