لفت نائب رئيس مجلس النواب السابق ​ايلي الفرزلي​ الى "ان ردة الفعل التي شهدناها في ​الدول العربية​ على قرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ الاعتراف ب​القدس​ عاصمة ل​إسرائيل​، كانت مقبولة ولكن ليست كافية بعد السنوات العجاف من ربيع عربي تسللت من خلاله أفكار جعلت من اسرائيل احتمال صديق واستبدل العدو بالصديق والعكس، وتصوير ان عدو عدوك هو صديقك"، مشيرا الى "ان الحروب والدمار في السنوات الأخيرة دمرت العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، ولكن ردة الفعل وان دلت على شيئ هو انه لا تزال هناك نواة في العالم العربي يعتبرون ان فلسطين هي القضية الاساسية التي تمس وجدان كل عربي".

ودعا الفرزلي في حديث إذاعي الى "إحداث سقطة استراتيجية لمواجهة القرار الأميركي، مؤكدا انه يجب على الفلسطينيين الاختيار بين المقاومة او السلطة إذ من غير الممكن الجمع بين الاثنين، في هكذا ظروف، لأن القرارات والخطوات الكبرى في التصدي لهذه الهجمة، لا يمكن ان تتخذ في حال لم تتم إزالة عامل السلطة والحسابات السلطوية لدى القيادة الفلسطينة"، داعيا "الى الاستفادة من دول الطوق الذي هو خط الدفاع الثاني للقضية الفلسطينية ويؤمن عمقها الاستراتيجي كي تستمد مقومات استمرارها، ومن هنا يجب تطوير هذا الصراع بمنطوق استراتيجي لأن المعركة طويلة لا شك"، وذكّر "أن منطق السلام في العقود الماضية جاء لصالح اسرائيل وعلى حساب الفلسطينيين" .

واعتبر الفرزلي "ان كلمة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ في مؤتمر وزراء الخارجية العرب كان لها صداها لدى المثقفين والنخب من كل انحاء العالم العربي، ومعظمهم اعتبروا اننا امام فارس خوري جديد، فباسيل كوزير خارجية لبنان وزعامة وطنية ومسيحية هو شخصية استطاعت ان تصوغ العلاقات الصحيحة بين المكونات على مستوى اللبناني، وهو الذي أعطى للعقل الاستراتيجي الذي يملكه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعده التنفيذي"، مشيرا الى ان "الغد واعد بهذه الشخصية التي اثبتت ان يمكن لبيئتنا ان تفرز الكبار وتحدث فرقا وهي ستلعب دورا استثنائيا للبنان لأجيال واجيال مقبلة".

ولفت الفرزلي من جهة أخرى الى "ان تظاهرة امس امام ​السفارة الأميركية​ في عوكر، تعتبر طريقا خاطئا بالرغم من تفهمي للغضب الذي يعاني منه الفلسطينيون وبعض اليسار اللبناني، ولكن سابقا كانت تعتبر السلطة عميلة تستوجب بنظرهم التصادم معها، ولكن اليوم ما هو المبرر للإصطدام بالسلطة و​القوى الأمنية​ بهذا الشكل،" داعيا إياهم "للتعلم من تظاهرات حزب الله حيث لا يكسر فيها لوح زجاج لأن الشغب لا نوافق عليه ولا يفيد القضية".